استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسى صباح اليوم، الخميس، بقصر القبة، شى جين بينج رئيس جمهورية الصين الشعبية، حيث أقيمت مراسم الاستقبال الرسمى للرئيس الصينى، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف.
وبدأت المباحثات بجلسة ثنائية بين الرئيسين، أعقبتها جلسة مباحثات موسعة ضمت وفدى البلدين.
وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس رحب فى بداية المباحثات بزيارة الرئيس الصينى لمصر، التى تتزامن مع ذكرى مرور 60 عاماً على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وأكد الرئيس على تقدير مصر واعتزازها بعلاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة التى تربط بين البلدين، وحرصها على تقوية أواصر التعاون مع الصين فى جميع المجالات.
وأشاد الرئيس بالاستراتيجية الصينية تجاه الدول العربية التى صدرت مؤخراً لما تعكسه من اهتمام القيادة الصينية بالتعاون مع الدول العربية، وتَفَهُم لقضايا المنطقة.
كما عبر عن تقديره للدعوة التى تلقاها من الرئيس الصينى للمشاركة فى القمة المقبلة لمجموعة العشرين التى تُعقد فى الصين خلال شهر سبتمبر 2016.
وذكر السفير علاء يوسف أن الرئيس الصينى عبر عن سعادته بتلبية دعوة الرئيس لزيارة مصر، معرباً عن تقديره وشكره لما لاقاه من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وما لمسه من مشاعر دافئة لدى الشعب المصرى تعكس علاقات الصداقة القوية بين الشعبين، والتى تُشكل أساساً راسخاً للتعاون القائم بين الدولتين.
كما أشاد رئيس الصين بالإنجازات التى حققتها مصر فى الفترة الأخيرة تحت قيادة الرئيس، موجهاً التهنئة بمناسبة إتمام الانتخابات البرلمانية فى مصر، ومؤكداً على دعم الصين الكامل لإرادة الشعب المصرى وخياراته.
كما أكد تقدير الصين لدور مصر الفاعل على الصعيدين الإقليمى والدولى وحرصها على تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة، متمنياً تحقيق المزيد من النجاحات خلال المرحلة المقبلة.
وذكر المتحدث الرسمى أن المباحثات تناولت بشكل مفصل سُبل الارتقاء بالتعاون الثنائى فى مختلف المجالات، حيث أكد الرئيس على دعم مصر لمبادرة رئيس الصين لإحياء طريق الحرير بالنظر إلى ما تساهم به تلك المبادرة فى تعزيز التعاون الاقتصادى والتبادل التجارى بين الصين والدول العربية والإفريقية.
ومن جانبه أشاد رئيس الصين بالجهود التى تبذلها مصر لتحقيق التكامل بين تلك المبادرة ومشروعات التنمية بمنطقة قناة السويس، منوهاً بشكل خاص إلى المنطقة الصناعية الصينية فى منطقة قناة السويس وما شهدته من نجاح ساهم فى إطلاق المرحلة الثانية لتلك المنطقة بمشاركة ما يقرب من 100 شركة صينية واستثمارات تبلغ 2،5 مليار دولار.
وأكد رئيس الصين دعم بلاده لعملية التنمية فى مصر وما تشهده من مشروعات لتطوير البنية التحتية، مشيراً إلى حرص الصين على المساهمة فى تمويل عدد من المشروعات التنموية.
وكشف شى جين بينج استعداد الصين لتقديم الخبرة الفنية وتشجيع الشركات الصينية على المشاركة فى تنفيذ المشروعات التى يتم تنفيذها بمصر، مشيراً إلى أن بلاده تعمل على تشجع السياحة الصينية لمصر، بالإضافة إلى تحفيز عملية استيراد السلع والمنتجات الزراعية المصرية.
وأضاف المتحدث الرسمى أن المباحثات تطرقت أيضاً لعدد من الملفات والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث توافقت الرؤى حول ضرورة تعزيز التعاون المشترك إزاء تلك القضايا فى مختلف المجالات الثنائية والمحافل متعددة الأطراف، ولاسيما فى مواجه خطر الإرهاب والتطرف، مع بذل كل ما يلزم من جهود للتوصل إلى تسوية لأزمات منطقة الشرق الأوسط وفى مقدمتها القضية الفلسطينية والتطورات الجارية فى كل من ليبيا وسوريا واليمن.
وتناولت المناقشات أيضاً سُبل تكثيف التنسيق المشترك فى المحافل والمنظمات الدولية، لاسيما فى ضوء عضوية مصر بمجلس الأمن الدولى الذى تتمتع الصين بعضويته الدائمة.
وشهد الرئيسان عقب انتهاء جلسة المباحثات مراسم التوقيع على 21 مذكرة تفاهم واتفاقية بين البلدين تتناول خطوات وإجراءات تعزيز التعاون بين البلدين فى عدد كبير من المجالات.
وقام الرئيسان بإزاحة الستار عن المجسم التخطيطى لإطلاق المرحلة الثانية للمنطقة الصناعية الصينية فى المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
كما وقع وزيرا خارجية البلدين على برنامج تنفيذى لعلاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين خلال السنوات الخمس القادمة.