دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي المستثمرين ورجال الأعمال البرتغاليين للاستفادة من الفرص الواعدة في مجال تطوير البنية التحتية في قطاعات تتميز فيها البرتغال على المستوى الدولي كالنقل والشحن البحري، والطاقة التقليدية والمتجددة، وهي المجالات التي تُنفذ فيها مصر العديد من المشروعات الكبرى في إطار خطتها الطموحة للتنمية المستدامة. كما كما دعا خلال الكلمة التى القاها بالمؤتمر الصحفى المشترك مع نظيره البرتغالى إلى الاستفادة من حوافز الاستثمار التي تقدمها الحكومة في إطار قانون الاستثمار الجديد، ومن الفرص المتميزة التي تتيحها مشروعات التنمية في مصر، وعلى رأسها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس .
وفيما يلي نص الكلمة التي ألقاها السيد الرئيس في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس البرتغالي في لشبونة:
فخامة الرئيس/ مارسيلو دي سوزا
رئيس جمهورية البرتغال
اسمحوا لي في البداية أن أعبر لكم عن خالص الشكر والتقدير على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة الذي لاقيناه منذ وصلنا إلى بلدكم الجميل، والذي تربطه بمصر علاقات صداقة تاريخية نعتز بها، وروابط تواصل حضاري ضاربة في عمق التاريخ، لاسيما في ضوء الدور السياسي والثقافي الهام الذي تقوم به البرتغال على الساحة الدولية، والإسهامات التاريخية المميزة لشعبها في خلق جسور التفاهم والتعارف بين الحضارات.
السيد الرئيس،
لا يخفى عليكم أن مصر قد مرت على مدى السنوات الأخيرة بتغييرات كبيرة، جسدت آمال شعبها في التغيير والحرية والتقدم، وبناء دولة مدنية ديمقراطية حديثة تحقق التنمية العادلة لكافة مواطنيها، وهي تطلعات نثق في أنكم تتفهمونها وتؤيدونها بقوة، سواء من واقع تجربتكم التاريخية في البرتغال على مدى العقود الماضية، أو من خلال ما لمسته منكم أثناء مباحثاتنا من إدراك واع لمحورية مصر كركيزة للاستقرار والأمن في محيطها الإقليمي، والذي يرتبط مباشرة بأمن البحر المتوسط وأوروبا. ومن هنا فإننا نثمن مواقف البرتغال المتوازنة تجاه تطورات عملية التحول الديمقراطي في مصر، ونتطلع إلى استمرار دعمكم لجهودنا في معالجة التحديات الجسام المرتبطة بهذه المرحلة الدقيقة من تاريخ شعبنا.
السيد الرئيس،
لقد شهدت الفترة الأخيرة تطوراً ملموساً في العلاقات الثنائية بين مصر والبرتغال على محاور عدة، أتطلع للعمل الوثيق معكم من أجل تنميتها وتطويرها نحو آفاق أرحب لما فيه فائدة شعبينا، وبما يحقق تقدماً عملياً وملموساً نحو تفعيل أطر التعاون القائمة بين البلدين. إننا ننظر إلى زيارتنا اليوم للبرتغال، كنقطة انطلاق نحو تحقيق نقلة نوعية في مستوى وحجم التعاون الاقتصادي بين البلدين، ولقد سعدت باتفاقنا على أهمية متابعة وضع الأطر اللازمة لتنفيذ مشروعات تعاون مُحددة في هذه المجالات وغيرها، وذلك من خلال تفعيل عمل اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والفني بعقد أول اجتماعاتها في القاهرة في المستقبل القريب.
وفي هذا الصدد يطيب لي أن أدعو المستثمرين ورجال الأعمال البرتغاليين للاستفادة من الفرص الواعدة في مجال تطوير البنية التحتية في قطاعات تتميز فيها البرتغال على المستوى الدولي كالنقل والشحن البحري، والطاقة التقليدية والمتجددة، وهي المجالات التي تُنفذ فيها مصر العديد من المشروعات الكبرى في إطار خطتها الطموحة للتنمية المستدامة. كما أدعو شركاءنا البرتغاليين إلى الاستفادة من حوافز الاستثمار التي تقدمها الحكومة في إطار قانون الاستثمار الجديد، ومن الفرص المتميزة التي تتيحها مشروعات التنمية في مصر، وعلى رأسها مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس بموقعها بالغ التميز في قلب حركة التجارة الدولية.
السيد الرئيس
إن القرب الجغرافي لبلدينا الصديقين على ضفتي البحر المتوسط، يفرض علينا التنسيق الوثيق فيما يتعلق بمجابهة العديد من التحديات التي تمر بها منطقتنا في المرحلة الحالية، وعلى رأسها انتشار الإرهاب والتطرف، ومحاولات تفكيك الدول والنيل من فكرة الدولة الوطنية وتقويض مؤسساتها، بالإضافة إلى مكافحة الهجرة غير الشرعية، وتدفق اللاجئين نتيجة استمرار الصراعات المسلحة والحروب التي يدفع ثمنها الأبرياء من المدنيين.
ولقد تناولنا في مباحثاتنا اليوم سبل التنسيق بشأن مسارات حل عدد من الأزمات التي باتت تسويتها ضرورة حتمية لمستقبل أمن واستقرار منطقة البحر المتوسط، وإنني أتطلع للاستمرار في التنسيق والتشاور الوثيق بين بلدينا سواء على المستوى الثنائي أو في إطار المحافل الدولية متعددة الأطراف، وكذا فيما يتعلق بالتعاون الثلاثي في تنمية القارة الإفريقية التي تعد نقطة التقاء غاية في الأهمية بين السياسة الخارجية لبلدينا.
وفي هذا السياق اسمحوا لي أن أنتهز هذه الفرصة لأعرب عن صادق تهنئتنا لكم وللشعب البرتغالي على انتخاب السيد "أنطونيو جوتيريش" السياسي البرتغالي المتميز أميناً عاماً للأمم المتحدة، وهو ما يؤكد مجدداً على مكانة البرتغال الدولية المتميزة ودورها الهام في صيانة السلم والأمن الدوليين.
ختاماً فخامة الرئيس، أود أن أعبر لكم مجدداً عن عميق شكرنا على حفاوة استقبالكم لنا في بلدكم الصديق، وأن أكرر دعوتي لفخامتكم للقيام بزيارة مصر في أقرب فرصة لنتمكن من مواصلة التشاور والتنسيق بشأن تطوير الشراكة بين بلدينا وشعبينا الصديقين.
وشكراً فخامة الرئيس.