وصف وزير الخارجية الصينى وانج يى الرحلة التى قام بها الرئيس الصينى شى جين بينج إلى السعودية ومصر وإيران- والتى اختتمت أمس الأحد- بأنها كانت عملا دبلوماسيا ناجحا عمق علاقات الصداقة التقليدية للصين وتعاونها العملى مع الدول الثلاث والمنطقة بأكملها، معربا عن ثقته بأنها ستسهم فى المصالحة والسلام والتنمية الإقليمية فى المستقبل.
وقال الوزير- فى تصريحات اليوم الإثنين- أن الصين تعهدت بالعمل مع مصر من أجل إضافة المزيد لعلاقة الشراكة الاستراتيجية الشاملة التى تربط بين البلدين، ورفعت علاقاتها مع السعودية وإيران إلى علاقات شراكة استراتيجية شاملة، لافتا إلى أن الزيارة أسفرت عن التوصل إلى توافقات واسعة و52 اتفاقية تعاون لتعميق مشاركة بكين البناءة مع المنطقة، مضيفا أنها برهنت على التزام بلاده بدعم السلام والتنمية فى العالم وبناء نمط جديد من العلاقات الدولية يمثل التعاون المربح للجميع.
وأوضح وانج يى أن مصر والسعودية وإيران بمواقعهم الجغرافية الفريدة وصلاتهم التاريخية الغنية مع الصين هم شركاء طبيعيون للصين فى تنفيذ مبادرة "الحزام والطريق" التى تضم الحزام الاقتصادى لطريق الحرير وطريق الحرير البحرى للقرن الـ21، مشيرا إلى اتفاق شى وقادة الدول الثلاث على تنسيق خطط التنمية الخاصة ببلادهم والسعى وراء تعاون متبادل النفع فى إطار تلك المبادرة الهامة، التى وبحسب ما أكده الرئيس الصينى من قبل، ليست عملا منفردا للصين ولكنها سيمفونية تضم جميع الدول الموجودة على الطريق، ومنها نصف الدول الأعضاء فى منظمة التعاون الإسلامى.
وقال وانج أن رحلة شى أسهمت أيضا فى تعزيز التبادلات التى صمدت للزمن بين الحضارتين العريقتين الصينية والإسلامية وعززت التفاهم المشترك بين الشعب الصينى وشعوب منطقة الشرق الأوسط.
وتحدث المسؤول الصينى عن الكلمة التى ألقاها شى فى مقر جامعة الدول العربية قائلا أن "حل الصين" الذى اقترحه الرئيس الصينى والذى يتعامل مع السلام والتنمية باعتبارهما الجوهر، يستهدف إيجاد الحل الحقيقى لأعراض أزمة الشرق الأوسط وأسبابها الجذرية وحث دول المنطقة على السعى للتنمية التى تعتبرها الصين المفتاح لإعادة الاستقرار والسلام الإقليمى.
وأشار وانج إلى أن المبادئ الدبلوماسية الصينية خاصة تلك التى تدعو إلى احترام سيادة الدول وعدم التدخل فى شئونها الداخلية حصلت على تقدير بالإجماع فى المنطقة.
وأضاف وانج أن مواقف بكين الثابتة فى معالجة النزاعات عن طريق الوسائل السياسية وترك الأمم المتحدة تقوم بدور أكبر نالت تقديرا واسعا من الدول الإقليمية.
ونوهت وكالة الأنباء الصينية الرسمية "شينخوا"- فى تقرير عن رحلة الرئيس الصينى للدول الثلاث بنتائج الزيارة ووصفتها بالمثمرة، ولفتت إلى أن المراقبين يرون أن ما تفعله الصين يمثل نموذجا حقيقيا للتعاون متبادل النفع، ويعتقدون أنه سيساعد دول الشرق الأوسط على تحسين قدرتهم على النمو بشكل مستقل، هذا فضلا عن أن العديد منهم يرى أن روح طريق الحرير، التى تتسم بالسلام والتعاون، تتفق مع قيم الإسلام وجهود الصين فى المنطقة، وتظهر أن الصين أكثر من مجرد مشتر للنفط.
وأكدت الوكالة أهمية دعوة الرئيس الصينى إلى القيام بجهود مشتركة لرفض أفكار التطرف ومعارضة ربط الإرهاب بأية دولة أو دين أو فصيل دينى محدد.
كما ألقت الضوء على حدث هام تم خلال زيارة شى للسعودية وهو استئناف الصين ومجلس التعاون لدول الخليج العربى لمحادثات التجارة الحرة بين الجانبين.