قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، لا شك أن الخلايا النائمة، أو المنوَّمة، أو السرطانية، أو الفيروسية، تشكل خطرًا داهمًا ومدمرًا للمجتمع، فالجماعة الإرهابية تسعى وبكل ما أوتيت من قوة إلى هدم الدولة، سواء من خلال العمليات الإرهابية والتصفيات الجسدية، واستهداف رجال الجيش والشرطة، وعلماء الدين، ورجال القضاء والإعلام، وكل من يشتم منه الحرص والعمل على استقرار الوطن، أم من خلال عملهم على تعطيل مرافق الدولة من خلال الفساد والإفساد، والتخريب والهدم، وهو ما صوره القرآن الكريم فى حديثه عن المنافقين.
وأضاف الوزير، فى بيان صحفى، أن رجال أعمال الجماعة الإرهابية وممولوها يبذلون وسعهم فى العمل على صنع الأزمات كلما لاحت لهم فرصة أو شبه فرصة أو دنت، فإن لم تكن فرصة ولا شبه فرصة افتعلوا الأزمات وبثوا الشائعات لإضعاف الروح المعنوية للمجتمع وإصابته باليأس والإحباط، ولتشويه الرموز عملا على تشتيت جهودهم وجرهم إلى معارك جانبية أو كلامية لتعطيل المسيرة وبث الفرقة وإفقاد الثقة بين المرؤوسين ورؤسائهم وإثارة القلاقل فى المجتمع، والفَتُّ فى عضد بعض القيادات لتتخذ قرارات ليست فى صالح الوطن إرضاء لبعض المطالب الفئوية التى كثيرًا ما تحركها عناصر الجماعة المجرمة، فما تجد عناصر هذه الجماعة الإرهابية وخلاياها النائمة مطلبًا فئويًّا إلا حاولوا ركوبه وتوجيهه، ولا أزمة أو شبه أزمة إلا دسوا أنوفهم فيها، ووجهوا خلاياهم السرطانية والفيروسية لامتطائها ولى عنقها وأخذها فى اتجاه التصعيد والهدم .
ولفت الوزير، إلى أن خطر الخلايا النائمة والمنوَّمَة لا يقل عن خطر ما يسمى بالخلايا النوعية الإرهابية، فكلاهما خطر داهم على أمن المجتمع وسلامه، وكلاهما يهدف إلى هدم الدولة أو إسقاطها فى براثن الفوضى والضياع، وكلاهما ينتهج الإرهاب المادى أو المعنوى والتخريب مسلكا ومنهجًا، مما يتطلب تضافر الجهود لاستئصال هذا الداء الذى استشرى فى المجتمع مع بدايات ظهور الجماعة الإرهابية، ثم ازداد هذا الشر استشراء بأفكار سيد قطب وما تبناه التيار القطبى من رمى المجتمع بالجاهلية والكفر وضرورة المواجهة وتغيير الواقع بالقوة، ثم ازداد الأمر شراسة تكاد تصل إلى حد الجنون باستباحة الدماء والقتل والتخريب والإفساد وتبرير جميع الوسائل القذرة للوصول إلى تحقيق أهدافهم إما بالحكم والسيطرة أو التخريب والتدمير وتقسيم الدول عمالة وخيانة مقابل مصالح ومنافع للجماعة والتنظيم وعناصرهما التى تسعى فى الدنيا لقبض ثمن عمالتها وخيانتها لدينها وأمتها ولأوطانها، غير أنها تجاهلت أو تناست حرمة هذه الدماء التى تسفك، وتلك الممتلكات التى تدمر، والبلاد والدول التى تخرب، والنساء اللاتى يُرَمَّلْنَ، والأطفال الذين تشوه طفولتهم، والأبرياء الذين تسفك ظلمًا وعدوانًا دماؤهم، والعذارى اللاتى يُغْتَصبْنَ أو يُشَرَّدْنَ.