كشف راشد الغنوشى رئيس حركة النهضة ـ الذراع التونسية للإخوان ـ أنه طلب من السعودية التوسط لدى مصر لمصالحة مع جماعة الإخوان، لافتا إلى أن ذلك تم خلال لقاء جمعه بالأمير محمد بن سلمان ولى ولى العهد السعودى، حيث طلب منه الوساطة لتهدئة الأجواء.
وأشار زعيم الحركة الإخوانية، فى حوار لصحيفة الخبر الجزائرية اليوم السبت، إلى أن مصر قلب المنطقة العربية، وإذا أصيب هذا القلب أصيبت المنطقة كلها بالعطب، ضاربا مثلا بأزمة سوريا قائلا "عندما تجتمع الأطراف الدولية لحل الأزمة، لا يوجد بينها طرف عربى، معنى ذلك أن العالم العربى على الهامش، والسبب الرئيسى هو وضع مصر، ولذلك معالجة الوضع المصرى والحالة المصرية ستساعد فى معالجة أوضاع العالم العربى".
وأوضح أنه رغب فى أن تقوم السعودية بدور فى إصلاح ذات البين فى مصر، انطلاقا من استبعاد منطق الإقصاء، واعتبار أنه لا سلم ولا استقرار فى مصر، إلا باحترام كامل المكونات الأساسية لهذا الشعب الكبير واحترام مكانة الجيش، لأنه لا سياسة فى مصر بعيدا عن الجيش، واحترام المكون الإسلامى والمكون الإخواني، باعتباره مكونا عريقا – حسب زعمه - لا يمكن استبعاده إلى جانب المكونات الأخرى.
وأكد الغنوشى حول الأزمة الليبية أن ليبيا يجب أن تكون لكل الليبيين، إسلاميين وديمقراطيين وقذافيين وغيرهم، وأنه نصح المبعوث الأممى إلى ليبيا، مارتن كوبلر خلال لقائه به الشهر الماضى فى ايطاليا بجمع دول الجوار العربى لليبيا، الجزائر وتونس ومصر، باعتبارها الدول المعنية أكثر من غيرها بالوضع الليبى والمتضرر الأكبر من الأزمة، ويمكن أن تكون المستفيد الأكبر من استقرار الوضع فى ليبيا.
وأكد أن المبادرة الجزائرية التونسية والمصرية يمكن أن تمثل إطارا للحل، وتحمل آفاقا له، باعتبار أن هذه الدول لم تتعاون من قبل لحل الأزمة، وكانت الجزائر تقوم بجهود منفردة وتونس بجهود منفردة ومصر أيضا، وهذه هى المرة الأولى التى تتعاون فيها الدول الثلاث، وتجتمع هذه الإرادات الثلاث على حل الأزمة والتصالح والوئام، خاصة وأن فى الجزائر وتونس تجربة للتوافق الوطنى والوئام المدني، لإطفاء الحرائق، واعتقد أن هذا النموذج يمكن أن يكون حلا للأزمة الليبية، وإطفاء الحريق الليبى وعودة الوئام المدني، ومن هنا يأتى الاستبشار بهذه المبادرة، وتأتى الحاجة إلى أن تتضاعف كل الجهود الرسمية والشعبية لحل الأزمة.
ونوه أنه يساهم فى تلك المبادرة من منطلق علاقاته الجيده مع الأطراف الليبية سواء على مستوى الإسلاميين أو على مستوى النظام القديم، كاشفا عن أن هناك اجتماع بين وزراء الخارجية الثلاثة، الجزائر وتونس ومصر، متوقع أن يكون فى تونس قريبا، ليمهد، إذا سارت الأمور كما هو مأمول ومنتظر، للتتويج بقمة تعقد فى الجزائر بين الرؤساء الثلاثة.
واعتبر أن مصر من مصلحتها إطفاء الحريق الليبي، قائلا "صحيح أن مصر لديها مشكلة مع الإسلاميين، ولا تريد لطرف إسلامى أن يكون طرفا فى حل الأزمة الليبية، ولكن نحسب أن الجزائر نجحت فى إقناع المصريين بأن أى معادلة حل فى ليبيا لا ينبغى أن تقصى أحدا".
وأكد أن الجزائر تمارس هذا الدور بما تتمتع له من ثقل وعلاقات مفتوحة مع كافة الأطراف، وبما تملكه من تجربة فى علاقتها مع الإسلاميين، زاعما أن الجزائر تحررت بعد أزمة التسعينيات الدامية، من التمييز بين إسلامى وإسلامى.
وقال " أبذل ما أستطيع من المساعى بهذا الشأن، خاصة بعلاقاتى مع الإسلاميين فى ليبيا، حتى يقوموا بدور إيجابى لدعم مبادرات حل الأزمة الليبية وتقديم التنازلات الممكنة".