بينما يتوسع انتشار فيروس زيكا، الذى ينتقل عبر البعوض، فى جميع أنحاء أمريكا اللاتينية، أصبحت المعركة أكثر ضغطا، حيث وصفت منظمة الصحة العالمية الأمر بأنه انتشار "متفجر" للفيروس الذى يتسبب فى تشوهات للأجنة.
وتشير صحيفة نيويورك تايمز، اليوم الأحد، إلى أن الخبراء يؤكدون أن هناك حاجة إلى سبل جديدة، لأن الممارسات القياسية التى تعتمد على استخدام المبيدات الحشرية وإزالة المياه الراكدة حيث يتكاثر البعوض، لم تكن كافية.
وقال الدكتور أرتور تيمرمان، خبير الأمراض المعدية فى سان باولو، إنه بعد 30 عاما من معركة من هذا النوع، كان لدينا أكثر من 2 مليون حالة إصابة بحمى الضنج فى البرازيل، العام الماضى، مشددا على ضرورة إنتهاج أساليب جديدة.
وأوضحت الصحيفة أن الجهود الجديدة فى هذا الصدد ربما تستغرق بضع سنوات حتى تأتى بثمارها، فضلا عن أن البديل للسيطرة على البعوض، والذى يتمثل فى إنتاج مصل ضد فيروس زيكا، ليس من المتوقع أن يكون جاهزا فى فترة قريبة.
وحتى الآن، يقول الخبراء، إن أفضل سبل للمنع هو تكثيف استخدام الطرق الأقدم للسيطرة على البعوض وتقليل اللدغ من خلال استخدام دهان البشرة المضاد للبعوض وارتداء الأكمام الطويلة. كما تم توجيه نصائح للسيدات بعدم الحمل لمدة عامين وتجنب المناطق التى يكثر فيها البعوض إذا كانت حامل، بسبب اشتباه قوى فى أن فيروس زيكا يتسبب فى تلف لأدمغة الأجنة وولادتهم برؤوس صغيرة.
وبينما قام علماء أمريكيون بتطوير بعوض معدل وراثيا يمكنه مقاومة عدوى الملاريا، التى تنتقل أيضا عبر البعوض، فإن شركة "Oxitec" البريطانية قامت بتطوير بعوض معدل وراثيا من البعوضة المصرية "Aedes" لمكافحة حمى الضنج لكنها تعمل أيضا على احتواء انتشار زيكا.
ولتطوير بعوض معدل وراثيا يدخل العلماء جين "مقاومة" جديدا فى الحمض النووى للبعوض، باستخدام أسلوب تعديل جينى يسمى "كريسبر"، وعندما يتزاوج البعوض المعدل وراثيا يرث نسله نفس المقاومة. ومن الناحية النظرية، إذا لدغ هذا البعوض شخصا ما لن يتمكن من نقل الطفيليات المسببة للمرض.
وبالنسبة للناموس المقاوم لحمى الضنج، فإن الشركة أطلقته إبريل الماضى فى ضاحية بيراسيكابا البرازيلية التى يسكنها حوالى 5 آلاف شخص. وبحلول نهاية عام 2015، كان هناك انخفاض فى يرقات البعوض البرية التى تحمل الجينات القاتلة بنسبة 82%، بحسب الشركة. وأعلنت الشركة البريطانية أنها وسعت مشروعها فى المدينة البرازيلية لعام آخر وكذلك ليغطى مساحة أوسع.
وقالت الشركة، التى اشترتها شركة التكنولوجيا الحيوية الأمريكية إنتركسون، إنها تطور بعوضة Aedes المصرية المعدلة وراثيا، مشيرة إلى أنها سوف تطور ذكور البعوض فقط لأنها لا تلدغ، وتضيف أن هذا الحل هو صديق للبيئة لأن الرش الكيميائى يمكن أن يؤثر على العديد من الكائنات الحية.