شارك سلطان أحمد الجابر، وزير الدولة والرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) ومجموعة شركاتها، في مؤتمر ومعرض مصر الدولي للبترول، بكلمة رئيسية، أكد فيها أن الوقت الحالى مثالى للاستثمار فى مصر، وقال : "يشرفني أن أنقل تحيات القيادة في دولة الإمارات وتمنياتها بدوام النمو والتقدم والازدهار لمصر قيادة وحكومةً وشعباً، ويسرني أن أشارك في الدورة الأولى من مؤتمر ومعرض مصر الدولي للبترول، وأن ألتقي مجدداً مع الأخوة في الحكومة المصرية، ومع الأصدقاء والزملاء في قطاع النفط والغاز من مصر ومن مختلف أنحاء العالم".
وأضاف:"لقد أثبتت مصر أنها شريك موثوق في قطاع الطاقة من خلال اعتماد سياسات مالية مناسبة، وتطبيق أطر تشريعية وتنظيمية ملائمة تشجع شركات النفط العالمية من أمثال "بي بي" و"إيني" و"شل" و"دانا غاز" وغيرها على الاستثمار في مصر. وبدأت هذه السياسات تؤتي ثمارها مع تحقيق اكتشافات مهمة في الموارد الهيدروكربونية مثل حقل ظُهر للغاز الذي يعد الأكبر في البحر المتوسط باحتياطيات تقدر بنحو 30 تريليون قدم مكعب، إضافة إلى اكتشافات مهمة في مناطق دلتا النيل والصحراء الغربية، والتي ستتيح لمصر تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة، فضلاً عن إمكانية تحولها إلى مُصَدّرٍ مهم للغاز الطبيعي".
وأكد سلطان أحمد الجابر على أن اجتماع هذه الثروة الهيدروكربونية مع السياسات الاقتصادية المناسبة، هو عامل أساسي يعزز ثقة المستثمرين العالميين، ويؤكد النمو المستقبلي لمصر، منوهاً بالعديد من المؤشرات في هذا المجال بما فيها النمو الذي حقته البورصة المصرية بنسبة 76% في العام الماضي، والإقبال الكبير على السندات الدولية التي تم إصدارها في الشهر الماضي والتي زاد حجم الاكتتاب فيها على القيمة المطلوبة بعدة مرات، وتقرير برايس واترهاوس كوبر الأخير للنمو العالمي الذي توقع أن تكون مصر في المرتبة السادسة عشرة عالمياً من حيث حجم الاقتصاد في عام 2050، موضحاً بأن هذه المؤشرات تؤكد ثقة الأسواق العالمية والمؤسسات الدولية، بمن فيها صندوق النقد الدولي، بمستقبل مصر الاقتصادي، وبدورها المهم والمحوري لأمن وأمان واستقرار المنطقة مما يؤكد أن الآن هو بالفعل الوقت المثالي للاستثمار في مصر".
وأوضح أن دولة الإمارات الشقيقة، وبفضل توجيهات قيادتها، تعمل على استشراف المستقبل ووضع خطط استراتيجية بعيدة المدى تتسم بالمرونة والكفاءة من أجل ضمان استدامة مكانتها كمزودٍ موثوق للطاقة، وتمكيناً لجهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبشرية، لافتاً إلى أن شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) تعمل على استشراف مستقبل قطاع الطاقة وتعتمد منهجية شاملة ومتوازنة تركز من جهة على الارتقاء بالأداء، ورفع الكفاءة التشغيلية، وإبرام الشراكات الاستراتيجية، وزيادة المرونة، وتعزيز القيمة في جوانب القطاع. ومن جهة أخرى، تركز أدنوك على استمرار الاستثمار في الاستكشاف والتطوير والإنتاج، وزيادة طاقة المصافي والصناعات البتروكيماوية واستخدام التكنولوجيا الحديثة، وتطوير الكوادر البشرية.
وتناول في كلمته مشهد الطاقة العالمي مشيراً إلى أن الطلب العالمي على الطاقة ينمو بشكل سريع، حيث تشير الدراسات والأبحاث إلى أنه سيزداد بنسبة لا تقل عن 25% حتى عام 2040، أي ما يعادل الاستهلاك الحالي لأمريكا الشمالية والجنوبية مجتمعتين.
وأوضح أن غالبية هذه الزيادة في الطلب ستأتي من الدول غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، والتي ستشكل نحو ثلثي الاستهلاك العالمي في عام 2040. وحول كيفية تلبية هذا الطلب، أشار إلى أنه من المتوقع أن تتم تلبية ما لا يقل عن 60% من الطلب على الطاقة بالاعتماد على النفط والغاز، موضحاً بأن تقديرات الوكالة الدولية للطاقة تشير إلى ضرورة استثمار نحو 25 تريليون دولار خلال الفترة المقبلة لتلبية هذا الطلب، مؤكداً بأن تأمين هذا التمويل يحتاج إلى إبرام شراكاتٍ مبتكرة ومجدية بين الحكومات والشركات في قطاع الطاقة.
وأكد سلطان أحمد الجابر على أن عقد هذا المؤتمر يأتي في الوقت المناسب مع التطورات والاكتشافات المهمة والنوعية التي يشهدها قطاع الطاقة والنفط والغاز في مصر، منوهاً بأن المشاركة المتميزة في الحدث تؤكد على الأهمية المتنامية لمصر في قطاع الطاقة العالمي. واختتم كلمته متمنياً لجمهورية مصر العربية وللمؤتمر كل التوفيق والنجاح.