قال الدكتور أحمد النور محمد الحلو المفتى العام لجمهورية تشاد إننا نؤكد على دور العلماء والمشايخ والأئمة والدعاة والأساتذة والدكاترة المعتدلين الذين هم فى الحقيقة خط المواجهة الأول لأفكار الفئات الضالة المارقة، فيجب الوقوف معهم فكريا وماديا، ومن المهم أيضا فى هذا المجال مراقبة دور العبادة المساجد والزوايا ووضع آلية لتنظيمها ومراقبة عمل القائمين عليها.
وأضاف فى كلمته بالجلسة العملية الأولى لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية السابع والعشرين، مساء اليوم السبت، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، بعنوان "دور القادة وصانعى القرار فى نشر ثقافة السلام ومواجهة الإرهاب والتحديات"، أن هؤلاء المتطرفين أكثروا من مساجد الضرار فى كل بلد، حتى القرى والمدن الصغيرة فضلا عن العواصم الكبيرة، ومن خلالها ينشرون أفكارهم، ولهم فى ذلك فتاوى من مرجعياتهم وموجهيهم، ومما يتحتم كذلك توجيه النظر إليه الخلاوى القرآنية، والمدارس الأهلية العامة والخاصة، ومراقبة المقررات التى تدرس فى هذه المؤسسات، خاصة المقررات العقدية والفقهية والتفسير والسيرة، فإن هذه الأمور يتخذها المتطرفون مدخلا لبث أفكارهم، ومن الأمور الثاتلة لأفكار هؤلاء المتطرفين نشر كتب الأئمة أى كتب أهل السنة والجماعة التى اهتمت بهذه القضايا التى ينطلق منها التكفيريون فى الحكم على من خالفهم، كما يجب وضع آلية فاعلة لمراقبة المطابع التى تقوم بطبع الكتب الإسلامية لا سيما ذات الطابع العقائدى والفقهى؛ وغيرها مما له علاقة بالموضوع.
قال الدكتور محمد إبراهيم الحفناوى أستاذ أصول الفقه بكلية الشريعة والقانون بطنطا إن قضية التطرف والعنف أو ما يسمى بالإرهاب من القضايا التى ابتليت بها الأمم فى سائر الأزمان، وهى فى عصرنا من أهم القضايا التى تشغل بال المجتمع الإنسانى بجميع أجناسه، ودياناته، وطوائفه، بل ومن أهم التحديات التى تواجهه بسبب ما ينتج عنها من قتل وتدمير، فقد طال شررها الكثير من الدول، ومس ضررها العديد من الأفراد والمجتمعات، وسمعت أصداؤها بجميع دول العالم، وصارت حديث العامة و الخاصة.
وأضاف فى كلمته أن مسئولية كبرى فى هذه المأساة تقع على عاتق العلماء والباحثين، لأنهم لم يعالجوا أسباب التطرف حين بدأ فى الظهور، بل كان الكثير منهم ينظر إلى الشباب نظرة استخفاف ،يصفهم بالجهل وعدم المعرفة الأمر الذى أدى إلى القضاء على الثقة بين الشباب والدعاة وانتشار الإرهاب الذى هو نتيجة التطرف فى أنحاء العالم، كما أنه من دواعى الأسى والحزن أن التطرف و الإرهاب يمارسان من قبل شباب ينتمى إلى الإسلام، ولم نجد من المثقفين و الدعاة المخلصين من يحلل هذه الظاهرة تحليلا دقيقا ليقضى على دوائر الصدام و القتل و التدمير.
مؤكدا أن الكشف الهادئ عن زيف الأفكار المسيطرة على عقول الشباب المتطرف وإرساء المنهج القويم فى فهم الإسلام هو العلاج الناجع لإصلاح الفكروالدين عند التيارات الهدامة، كما يجب أن يعلم الشباب أن شريعتنا عدل كلها، ورحمة كلها، وليس من العدل ولا من الرحمة إسالة الدماء وتشريد الأطفال والشيوخ المرضى، كما أن من العدل والإنصاف أن يعيد الشباب المتطرف حساباته ، وأن يتدبر مع العلماء المخلصين آيات القرآن الكريم وأحاديث النبى صلى الله عليه وسلم، ليدرك بنفسه أن الغلو والتطرف يعنيان البعد عن الوسطية التى جاء بها الإسلام ودعا الناس إلى التخلق بها.