شهد الحجاب والنقاب فى الدول الأوروبية مؤخراً جدلاً موسعًا، ومطالبات متكررة بمنع ارتدائه فى الأماكن العامة والعمل كذلك، كما يصاب الكثير من الأوروبيين خاصة فى بلجيكا وفرنسا بالذعر بمجرد رؤية هذا المظهر الإسلامى، ويعتبرونه مصدر رعب وخطر على حياتهم، خاصة بعد الهجمات الإرهابية التى أودت بحياة المئات هنا وهناك فى باريس وبروكسل وغيرهما من مدن القارة العجوز.
ويتضح الانحياز ضد الحجاب والنقاب فى قرار محكمة العدل الأوروبية، أمس بمنعه فى مؤسسات العمل الأوروبية بعد دعوات من فرنسا وباريس.
وقائمة الدول الأوروبية التى تحظر الحجاب والنقاب أصبحت طويلة، وتأتى على رأس تلك الدول سويسرا، التى فرضت العام الماضى قانونًا يمنع المسلمات من ارتداء النقاب، سواء كان يغطى العينين أو يظهرهما، ويمكن أن تواجه من ترتديه غرامة تصل إلى 5 آلاف يورو.
فى أواخر 2009، قالت وزيرة العدل السويسرية إيفلين فيدمير، إنه ينبغى النظر فى حظر النقاب، مشيرة إلى أن الحجاب يجعلها تشعر بعدم الراحة، وفى سبتمبر 2013 تم حظر النقاب للمرة الأولى فى الأماكن العامة.
وكذلك فرنسا التى تعتبر من أكثر الدول الأوروبية اضطهادا لهذا المظهر الإسلامى، فقد كانت أول بلد أوروبى يمنع النقاب فى الأماكن العامة، وبدأت عام 2004 بالتضييق على الطلبة فى المدارس الرسمية بإظهار أية رموز دينية، لكن فى 2011، ذهبت الحكومة لأبعد من ذلك، بفرض حظر كامل على غطاء الوجه، وتغرم المرأة التى ترتديه بمبلغ 150 يورو، وأى شخص يجبر امرأة على ارتدائه يغرم بمبلغ يصل إلى 30 ألف يورو.
واتبعت بلجيكا خطى مشابهة لفرنسا، وأقرت عام 2011 قانونًا يحظر النقاب، وأى نوع من الملابس يمكن أن تخفى وجوه الناس فى الأماكن العامة، كما يمكن أن تتعرض المرأة المخالفة لسجن لمدة 7 أيام، أو دفع غرامة تقدر بـ1378 يورو.
أما عن إيطاليا، فلا يوجد حظر رسمى على النقاب، لكن فى عام 2010 فرضت بلدة نوفارا قيودًا عليه، على الرغم من أنه لا يوجد نظام غرامات حتى الآن، وفى بعض أجزاء البلاد، قامت السلطات المحلية بمنع ملابس السباحة الإسلامية.
وفى إسبانيا فهناك أجزاء عديدة فى كتالونيا لديها قوانين ضد البرقع والنقاب، وفى عام 2013 ألغت المحكمة العليا الحظر فى بعض الأجزاء، على اعتبار أنه يمس حدود الحرية الدينية، لكن بعض المناطق الأخرى تابعت الحظر، فيما قررت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أن منع الحجاب لا يخرق حقوق الإنسان.
ومن ناحية أخرى، أعلنت الحكومة الدنماركية عام 2008، قرارها بمنع ارتداء الحجاب أو الرموز الدينية أو السياسية المماثلة، بما فى ذلك الصلبان والقلنسوة اليهودية والعمامات، ويقدر عدد المنقبات فى الدنمارك بنحو من 150 إلى 200 ثلثهن من الدنماركيات اللاتى اعتنقن الإسلام.
ويشار إلى أن هناك العديد من الدول غير الأوروبية التى تحظر ارتداء النقاب فى الأماكن العامة، منها روسيا وأمريكا، وتركيا، والسنغال والكونغو برازافيل، تشاد، الكاميرون ومنطقة سنجان فى الصين.