قال الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، إن "داعش" والجماعات المتطرفة تدخل مواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعى بمنطق عباءة الدين، وأفكارها التى تطرحها تحت هذه المظلة الكثير يتلقاها دون مناقشة، مضيفًا أن استخدم الأدلة الشرعية والنصوص الشرعية من داعش فى غير موضعها واضح جدًّا، وهذا يوقع الكثير من الشباب تحت تأثير هذه التأويلات.
وأضاف مفتى الجمهورية، فى تصريحات تليفزيونية، إن داعش تستخدم مصطلح الخلافة أو أنها هى من تسعى لإيجاد خلافة راشدة لكى تدغدغ مشاعر الإنسان البسيط الذى تصور له أنهم هم من يقدمون الحق وغيرهم ليسوا على الحق، لأنهم ضيقوا الدائرة عليهم وأن تفسيرهم الوحيد هو المقبول وما عداهم خارج عنهم، وبناءً على ذلك لا بد من تفنيد أفكار داعش والرد عليها لبيان خطئها.
وتابع: "أننا رددنا فى دار الإفتاء على مجلة داعش وفندنا ما يقولونه، فهم يريدون أن يصبغوا ما يقدمونه بصبغة الشرعية، والحقيقة أنه لا شرعية لهذه الحرب التى تشنها داعش والجماعات الإرهابية".
وأوضح مفتى الجمهورية، إن داعش والجماعات المتطرفة تحاول أن تصبغ حربها بصبغة شرعية وتطلق بعض المصطلحات ككلمة أسير لتبين أنها فى حرب حقيقية ضد الدول، لذلك أنا أنصح وسائل الإعلام بعدم استخدام كلمة أسير لأنها لا تطلق إلا فى حرب مشروعة وما تقوم به داعش أفعال غير مشروعة، وبالتالى لا بد ألا نقف بأى حال من الأحوال عند مصطلحاتهم.
وواصل المفتى حديثه قائلاً: داعش تريد أن نعود إلى قضية الرق والاستعباد، ونحن قد انتهينا من هذه المسألة ونحن نقول إن الرق لا يمكن أن يعود مرة ثانية ونحن مع هذه الدعوة".
وبين أن الشباب فى الغرب يعتمدون فى معلوماتهم على الإنترنت وبعض المشايخ المشهورين الذين أفتوا ببعض الفتاوى التى أشعلت العالم العربى والنيل من الزعماء والعلماء وحينما قابلناهم وفندنا لهم الأدلة وجدنا أنهم لا يأخذون إلا من هؤلاء المشايخ، وهذا يأخذنا إلى مسئولية الحفاظ على هؤلاء الشباب.
واستطرد قائلاً: "إننا الآن فى حرب حقيقية ضد هذه الجماعات المتطرفة التى تلبس عباءة الدين ونحن أمام تحديات لا بد أو نواجه بكافة السبل الأمنية والفكرية والدينية للقضاء عليها والوقاية من أن يقع الشباب فى براثنها".
وحول علاقة المسلمين بغير المسلمين، أكد مفتى الجمهورية، أن دار الإفتاء المصرية تتبعت 5000 فتوى فى موضوع علاقة المسلمين وبغير المسلمين فوجدت أن النتيجة فيها شيء من التجنى على الحقيقة فـ 70% من هذه الفتاوى تحرم من التعامل معهم، و20% على الكراهة، والمباح 10% فقط، مما يدل على فساد منهجهم، ومدى التضييق الشديد لديهم والذى يخالف الشرعية الإسلامية، مؤكدًا أن 90% منها يخالف ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم بحسن التعامل معهم.
وحول المشاكل التى تنتج عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعى فقد عددها فضيلة المفتى والتى تتمثل فى ظاهرة "الشات" بين الشباب والفتيات، مؤكدًا أن نسبة كبيرة من المشاكل التى جاءت إلى دار الإفتاء كانت بسبب الشات، ونصح بالترشيد وتقوى الله عز وجل عند الشاب والفتاة.
وأضاف، أن من المشاكل التى تثار على مواقع التواصل الاجتماعى أيضًا التفكك الأسرى، ونشر أسرار البيوت، ونشر العلاقات الزوجية، ونشر المشكلات الزوجية مما يعطى الفرصة لأصحاب النفوس الضعيفة لإشعال الصراع فى الأسرة والدخول من أبواب أخرى.
بالإضافة إلى تدنى لغة الحوار واستخدام السباب على مواقع التواصل الاجتماعى، ونشر الشائعات مما يضر بالأفراد والبلاد، واستخدام لغة الفرانكو آراب وهى كتابة اللغة العربية بحروف أجنبية، والتخلى عن اللغة العربية لغة القرآن التى يجب أن نعتز بها.
وبين فضيلة المفتى أن هذه المواقع تنشر السطحية بين الشباب وتسلب ملكة التفكير لديهم مما يجعلهم عرضة للأفكار السلبية مثل التطرف والإلحاد والشذوذ، وهناك كثير من الشائعات يطلقها أعداء الوطن يراد منها التأثير على اقتصاد الدولة والإضرار بالمجتمع وهو أمر غاية فى الخطورة، فهناك لجان خاصة لهدم أى رمز من الرموز، وتشويه سمعة القادة والعلماء ومن يفعل ذلك يأثم شرعًا لأنه كذب.
وأجاب فضيلة المفتى على مجموعة من الأسئلة التى وجهت إليها، أكد فيها أن فوائد البنوك لا حرج فيها، وأن الرشوة هى أم الفساد فى المجتمعات، وأن الدولة المصرية ممثلة فى جميع الأجهزة الرقابية جادة فى محاربة الفساد وتضرب بيد من حديد على أيدى المفسدين.