يتوجه الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى العاصمة المجرية بودابست غدا الأحد في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام بدعوة من رئيس وزراء المجر فيكتور اوربان للمشاركة فى أعمال قمة تجمع الفيشجراد الذي يضم التشيك وبولندا وسلوفاكيا إلى جانب المجر .
وأوضح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أن الزيارة ذات شقين مهمين: الأول بالتأكيد المشاركة في أعمال القمة التي تعقد لأول مرة مع إحدى دول الشرق الأوسط وأفريقيا، والثالثة على مستوي دول العالم كافة حيث لم يدع لها من قبل سوى اليابان وألمانيا، والشق الآخر هو التعاون الثنائي لتعزيز العلاقات المصرية المجرية.
وأشار إلى أن الرئيس السيسي يستهل نشاطه الرسمي في العاصمة المجرية بعد غد الاثنين بعقد قمة مصرية مجرية مع رئيس الحكومة اوربان يبحث خلالها ما تحقق من تطور كبير في العلاقات بين البلدين خلال الفترة الماضية، وسبل تعزيز هذا الزخم والارتقاء به نحو مستويات أكبر على المستويات الاقتصادية والسياسية والثقافية كافة خلال الفترة المقبلة، وفور انتهاء المباحثات يعقد قائدا البلدين، مؤتمرا صحفيا بمقر رئاسة الوزراء، كما يجري الرئيس السيسي سلسلة من اللقاءات مع رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان.
وأوضح المتحدث الرسمي أن التعاون في مجال النقل، وبخاصة تطوير، وتدعيم شبكة السكك الحديدية المصرية سيكون محل نقاش خلال المباحثات بين الجانبين..مشيرا إلى أن وزير النقل المهندس هشام عرفات ضمن الوفد الرسمي المرافق للرئيس خلال هذه الزيارة.
وأكد السفير علاء يوسف على أن القاهرة وبودابست حريصتان على تعزيز العلاقات بينهما بشكل كبير..لافتا إلى أن هذه الزيارة الثانية للرئيس السيسي إلى العاصمة المجرية خلال عامين، كما ان رئيس الوزراء المجري زار القاهرة العام الماضي وكانت الزيارتان ناجحتان ومثمرتان بكل المقاييس.
وحول قمة الفيشجراد، نوه المتحدث الرسمي بأن دعوة مصر إلى المشاركة بهذه القمة يعكس تقديرا واهتماما كبيرا من جانب دول هذا التجمع الاقتصادي المهم الذي يشكل خامس أكبر اقتصاد في القارة الأوربية والثاني عشر على مستوى العالم رغم أن تعداد سكان هذه الدول الأربع مجتمعة لا يتجاوز ٦٤ مليون نسمة، كما أن دول تجمع الفيشجراد نجحت بشكل كبير في تعزيز وجودها داخل الاتحاد الأوروبي وأصبحت تحظى بثقل كبير كدول فاعلة ذات حضور قوي في مؤسسات الاتحاد الأوروبي كافة، وعلى رأسها البرلمان .
وأوضح السفير علاء يوسف أن حرص مصر على تعزيز علاقاتها مع دول التجمع يعكس التنوع الذي تنتهجه السياسية الخارجية المصرية خلال الفترة الحالية..مشيرا إلى أننا لفترات طويلة كان التركيز تقليديا في جهود تطوير العلاقات مع دول شمال أوروبا وبخاصة المتوسطية مثل إيطاليا واليونان وقبرص وغيرها على اعتبار أنهم الأقرب لنا والأكثر استيعابا لظروف المنطقة، ولكننا الْيَوْمَ نتحدث عن مجموعة جديدة من دول الاتحاد الأوروبي، ونافذة مختلفة وقوية على القارة الأوربية .
وأشار المتحدث باسم الرئاسة إلى أن دول التجمع الأربع تشكل حاليا قاعدة صناعية كبرى نسعي إلى الاستفادة منها بشكل أكبر من خلال نقل التكنولوجيا وتحديث المصانع المملوكة للدولة وجذب الاستثمارات الجديدة ، كما أنها مصدر مهم لجذب السياحة بمعدلات كبيرة من أسواق مختلفة عن التي اعتمدنا عليها لسنوات.
وأكد المتحدث الرسمي أن الموضوعات المقرر أن يبحثها الرئيس السيسي مع الزعماء الأربعة والمدرجة على جدول أعمال القمة تعكس الرؤية المشتركة بين مصر ودول التجمع، والتي يأتي على رأسها سبل مكافحة الإرهاب وتجفيف منابعه ومواجهة الدول الداعمة له، إلى جانب وقف الهجرة غير الشرعية من خلال القضاء على أسبابها، إلى جانب أمن الطاقة.
واختتم السفير علاء يوسف تصريحاته قائلا" زيارة الرئيس السيسي إلى العاصمة المجرية ثرية جدا، وستشهد العديد من التفاصيل المهمة التي تصب في مصلحة المواطن، ومن المقرر أن يعقد الرئيس مباحثات ثنائية أيضا مع بوهسلاف سوبودكا رئيس وزراء التشيك لبحث سبل تعزيز العلاقات مع بلاده خلال الفترة المقبلة".
يشار إلى أن تجمع الفيشجراد أو تجمع في ١٥ فبراير عام ١٩٩١ تأسس خلال لقاء عقد في مدينة فيشجراد المجرية وجمع رئيس تشيكوسلوفاكيا فتسلاف هافيل ورئيس بولندا ليش فاليسا ورئيس وزراء المجر جوزيف انتال.
ويعد التجمع بمثابة تحالفا سياسيا وثقافيا يجمع الدول الأربع المجر وبولندا والتشيك وسلوفاكيا، ويهدف إلى تعزيز اندماج الدول الأربع الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وتعزيز التعاون فيما بينهم خاصة فى المجالات الاقتصادية والعسكري والطاقة والهجرة.
وتعد الدول الأعضاء من الدول ذات الدخل الاقتصادي المرتفع، وحققت مؤشرات متقدمة في مجالات التنمية الاقتصادية.