أكد بيتر بشاى جابندى، نائب وزير خارجية جنوب السودان، أن مواقف الرئيس عبد الفتاح السيسى تأتى دائما فى مقدمة المواقف السياسية المهمة فى القارة الأفريقية.
وأضاف "جابندى"، فى تصريحات صحفية اليوم، الجمعة، أن حكومة جنوب السودان تعمل بجدية لتنفيذ بنود اتفاقية السلام بدولة الجنوب، موضحاً أن الحكومة قامت بخطوات عملية لتنفيذ الاتفاقية على أرض الواقع، رغم وجود عقبات.
وأشار نائب الوزير إلى أن هذه الخطوات ستسمح بتكوين الحكومة الانتقالية المقبلة فى القريب العاجل، مؤكدا اهتمام مصر "الكبير" بهذا الملف لمساعدة جهود دعم الحكومة الشرعية فى البلاد.
وشدد نائب وزير الخارجية أن العلاقات المصرية مع دولة جنوب السودان مستمرة منذ أمد طويل، ويحكمها الاهتمام المشترك بمياه النيل، ومحطات الرى المصرية، مشيراً إلى تطور العلاقات عقب توقيع اتفاقية أديس أبابا عام 1972، وهى الاتفاقية التى أعطت جنوب السودان الحكم الذاتى الإقليمى، موضحاً أن مصر لعبت دوراً مهماً فى مساعدة جنوب السودان آنذاك، واستطاعت المنح التعليمية المصرية توفير فرص كبيرة للجنوب بالجامعات المصرية المختلفة والمؤسسات التعليمية المصرية الأخرى، والدليل على ذلك أن معظم القيادات السياسية والإدارية بدولة جنوب السودان حاليا هم من خريجى الجامعات المصرية.
وأكد "جابندى" أن هذه العلاقات استمرت فى التطور والنمو، وعقب توقيع اتفاقية السلام الشامل، كانت مصر فى مقدمة الدول التى قدمت الكثير من المساعدات، وتم توقيع مذكرات تفاهم فى مختلف المجالات، واستطاعت دعم جنوب السودان فى مجالات مختلفة.
وأشار إلى أن زيارة برنابا ماريال بنجامين، وزير خارجية جنوب السودان، الأخيرة للقاهرة أسفرت عن تجديد روح العلاقات، وأعطت دفعة قوية للعلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى زيارة العديد من الوفود المصرية لدولة جنوب السودان، حيث أقامت مصر العديد من المشروعات بكافة مناطق جنوب السودان، وعقب الأحداث المؤسفة التى وقعت عام 2013، جاءت أولى المساعدات من مصر أيضا، وهذا يدل على عمق اهتمام مصر شعبيا ورسميا من قبل الحكومة المصرية بجنوب السودان.
وشدد "جابندى" على أن الزيارة الأخيرة للرئيس سيلفا كير ميارديت لمصر تؤكد عمق هذه العلاقات، وحول وجود عقبات فى تطبيق بنود اتفاق السلام، نفى نائب وزير الخارجية فى جنوب السودان وجود عقبات من جانب الحكومة، مشيراً إلى أن العقبات تأتى أحيانا من بعض التدخلات الخارجية.
وأشاد "جابندى" بالمواقف الدولية والإقليمية لمصر المؤيدة للاستقرار بجنوب السودان، مؤكداً إيمانه بأن قضية جنوب السودان أفريقية ويجب أن تحل فى الإطار الأفريقى، مضيفا أن "هذا ما عبر عنه الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس سلفا كير، ونحن نفخر بهذا الموقف، ونتمنى أن تقف كل الدول الأفريقية نفس الموقف المصرى، وأن يعود جنوب السودان لوضعه الطبيعى.
وندد المسئول جنوب السودانى بتأثير بعض السياسات الدولية والإقليمية على الوضع فى دولة جنوب السودان، مؤكدا أن الإرادة السياسية القوية لدى جنوب السودان ومصر تأتى لمواجهة هذه التدخلات الخارجية، لأن هناك مصالح مشتركة للشعبين والحكومتين، موضحا أن الدولتين تهدفان للحفاظ على متانة العلاقات بينهما فى ظل الريادة المصرية فى أفريقيا.