جددت دار الإفتاء، اليوم الأحد، فتواها بشأن ضرب المدرسين للتلاميذ بالمدارس، بالتزامن مع بدء العام الدراسى الجديد، مؤكدة أن الإسلام دين الرحمة، وقد وصف الله حبيبَه المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بأنه رحمة للعالمين؛ فقال تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ".
وأضافت دار الإفتاء، أن أَوْلَى الناس بالرحمة هم الأطفال؛ لضعفهم واحتياجهم الدائم لمن يقوم على شؤونهم، حتى جعل النبى عدم رحمة الصغير مِن الكبائر؛ فقال: "لَيْسَ مِنَّا مَن لمْ يَرْحَمْ صَغِيرنَا وَيَعْرِفْ شَرَفَ كَبيرِنَا"، رواه الترمذى، ولم يرد عنه أنه ضرب طفلًا قَطُّ، فوجب على المعلمين أن يقتدوا بسيرته العطرة فى ذلك.
وتابعت دار الإفتاء، قائلة: "الطفل قبل البلوغ ليس مكلَّفًا، فوجب التعامل معه بغير ضرب، على جهة التأديب والتربية فقط لا على جهة العقاب؛ لأن العقاب إنما يكون على ارتكاب محرَّم أو ترك واجب، أما تلاميذ المرحلة الثانوية فالتعامل معهم يكون من منطلق أنهم مكلَّفون بالغون، والبالغ لا يُضرَبُ إلا فى حدٍّ أو تعزير، وهو من سلطة ولى الأمر، ولا يكون إلا بإذنه، وإذا رأى ولى الأمر منعَ الضرب فى المدارس بمراحلها المختلفة، بل وتوقيعَ العقوبة على مُمارِسِهِ، فله ذلك شرعًا، ويجب الالتزام به".