وسط عاصفة من الانتقادات والتشاؤم العام تولى الأرجنتينى هيكتور كوبر المسئولية الفنية للمنتخب الوطنى فى 2 مارس 2015 وكانت المهمة إعادة الفراعنة إلى الساحة الأفريقية بعد الفشل فى التأهل لثلاث بطولات متتالية منذ تحقيق اللقب فى أنجولا 2010، وليس هذا فقط بل التأهل إلى مونديال روسيا 2018 وإنهاء عقدة راسخة منذ سنوات ولأنه ملقب بـ"المنحوس" ودائمًا تضيع أحلامه فى اللحظات الأخيرة لم تتفاءل الجماهير ورآت الفشل حليفًا له من البداية لكن ما حدث خالف كل التوقعات.
بداية متعثرة
وزادت توقعات فشل كوبر مع المنتخب بسبب الصعوبات التى واجهته فى البداية سواء إلغاء مباريات ودية ومعسكرات ليست على المستوى المطلوب من وجهة نظره إلا أنه سار فى طريقه من أجل إعداد جديد للكرة المصرية يعتمد نهجه بالأساس على المحترفين فى الخارج أبرزهم محمد صلاح ومحمد الننى نجمى ليفربول وآرسنال الإنجليزيين بالإضافة إلى باقى الكتيبة لكن الخلاصة أن المحترف بالخارج يكسب دائمًا عند العجوز الأرجنتينى، واللاعب المحلى يأتى فى الدرجة الثانية بتشكيلته الأساسية.
نتائج مبهرة وأداء باهت
رغم نتائج كوبر مع الفراعنة فى 29 مباراة خاضها المنتخب تحت قيادته سواء الفوز فى 24 لقاء والخسارة فى خمسة وتسجيل 44 هدفًا واستقبال الشباك 11 هدفاً إلا إن الانتقادات ظلت مُلازمة له بسبب سوء الأداء والانتصار بشق الأنفس فى كثير من الأحيان مثلما حدث فى أغلب مباريات بطولة الأمم الأفريقية بالجابون والفوز بهدف وحيد فى كل المباريات تقريبًا ماعدا النهائى أمام الكاميرون خسر الفريق بهدفين مقابل هدف.
الصعود إلى نهائى الجابون كان بمثابة شهادة تجديد الثقة فى كوبر وأعطى له الفرصة من أجل التقرب أكثر من الجماهير المصرية وبالفعل ظهر فى إعلان بشهر رمضان يتناول طبق الفتة المصرى الشهير لكن لحظه العثر خصر المنتخب فى أول مباراة أمام تونس بهدف نظيف فى تصفيات الأمم الأفريقية القادمة بالكاميرون، لتسود نغمة "خف الفتة يا مستر كوبر.. عاوزين نصعد كأس العالم" لكنه أيضًا لسوء الحظ خسر فى الجولة الثالثة بالتصفيات أمام أوغندا بهدف نظيف على أرضه ثم عاد ليفوز بشق الأنفس بنفس النتيجة باستاد برج العرب.
الحظ يبتسم للمنحوس أخيرًا
وفيما يبدو ابتسام الحظ أخيرًا لكوبر الذى خسر كل النهائيات التى خاضها فى مسيرته بدأت نتائج المنافسين فى المجموعة تلعب فى صالحه بدءًا من تعادل غانا مع الكونغو على أرضها ثم تعادل أوغندا مع غانا على أرضه سنحت الفرصة له من أجل الظفر بحلم المصريين الغائب والصعود للمونديال بعد الفوز على الكونغو أمس فى مباراة عصيبة بهدفين مقابل هدف!.
الخلاصة فى مسيرة كوبر وطريقته "الفتة" من وجهة نظر بعض الجماهير أنه مدرب استطاع الظفر بما يريد بعيدًا، والنتائج هى الفيصل الأساسى للحكم على أى منتخب خاصة أن الفراعنة لعبوا لسنوات كرة جملية، ولم يُحققوا هدف الصعود مثلما فعل العجوز الأرجنتينى، وعلى الجماهير أيضًا تقبل واقعيته وطريقة أدائه الدفاعية وتذكر دائمًا مقولة :"ما تكسب بيه.. العب بيه".