نشرت الكاتبة والشاعرة فاطمة ناعوت، قصيدة جديدة، عبر حسابها الشخصى بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، صباح اليوم الجمعة، بعنوان "سجن"، بعد شهر من الحكم بحسبها 3 سنوات والغرامة 20 ألف جنيه، لاتهامها بازدراء الأديان.
وقالت ناعوت فى قصيدتها :
يكرهونَ الشَّدوَ يا حبيبى
لهذا
يُصوّبون نِبالَهم
نحو جناحى الأعزلين
حتى
تُسقطَ حصواتُهم
ريشةً
وحُلمًا
فلا أطيرُ
إلى حيثُ صوتِك
يغنّى فوق الشجر:
تعالى يا حبيبتى.
سهروا لياليى
إثرَ ليالٍ
يجدلونَ قضبانَ الحديدِ
وترساناتِ رصاصٍ
ويفرشون الأرضَ الحزينةَ
بالخرسانة المسلحة
حتى يصنعوا سِجنًا مُحكمًا
يليقُ بجموحِ أفكارى التى تطيرُ
رغمًا عنهم
وعنّى
فيما وراء الحُجُبِ
نحو السمواتِ العُلا
ألمْ يخبرهم العارفونَ
أن خيطًا نحيلاً من الحريرِ
كان يكفى
ليربِطَ مِعصمى
ويكسرَ جَناحى؟
ألم يخبرْهم ذوو المعرفة
أن حصوةً ضئيلةً
من أقواسِهم
تشقُّ طريقَها
نحو قلبى
كانت تفى بما عزموا عليه عزمَهم؟!
لو كانوا يعلمون
لوفّروا أطنانَ الحديدِ
وشكائرَ الأسمنتْ
من أجلِ الفقراءِ
يبنون لهم
منازلَ وأكواخًا
تحمى أجسادَ العرايا
من ويلاتِ الصقيع.
إنهم يا حبيبى
يكرهونَ الموسيقى
لهذا
أغضبَهم همسى إليكْ:
أدركْنى
يا بعيدَ الدارْ
هاتِ قيثارتَكْ
وغنِّ لى
أغنيةَ الفرح.
أيها الغلاظُ
وفِّروا زنازينَ العتمة
لسافكى الدمِ
وسفاحى الأحلامْ
وخلّوا عنى كلبشاتِ الفولاذْ
للصوص العقولِ
وسارقى الأوطان.
لا تُشهروا أمام وجهى
سيوفَكم
فلا حاجةَ لى بها لأُنحَر
أنا
تقتلُنى كلمةٌ
تخرجُ من فمٍ عبوسْ
لا يحبُّ النغَم.
أمهلونى برهةً
حتى ينتهى شهرُ الربيع
وعهدًا
سآتى إليكمْ
طائعةً
معصوبةَ العينين
بورقة شجرٍ
رابطةً مِعصميَى
بسعفةِ نخيلٍ خضراءَ
حاملةً فوق ظهرى
مِخلاةً
تحملُ أفكارى التى
ستطيرُ من ثقوبِ الجدران الخرسانية
إلى حيث لا تطالُها أياديكم
ولا تسألوا عن قلبى
فقد أودعتُه قبل مجيئى
فى كفّ حبيبى
حتى يجعلَه ريشةً
يعزفُ بها
على قيثارتِه.