قالت صحيفة يو إس نيوز، الأمريكية، إن روسيا تحاول التقرب من مصر عبر تعزيز الروابط المختلفة بين البلدين وعلى رأسها العلاقات العسكرية، مشيرة إلى اللقاء الذى وصفته بالحميم، بين الرئيس عبد الفتاح السيسى ونظيره الروسى فلاديمير بوتين، فى ديسمبر الماضى والذى اسفر عن التوصل إلى إتفاق لبناء أول محطة للطاقة النووية فى مصر.
وحذرت الصحيفة الأمريكية على موقعها الإلكترونى، اليوم الأربعاء، من ضرورة إلتفات الولايات المتحدة إلى ما يجرى فى الشرق الأوسط ومحاولات روسيا لتوسيع نفوذها. قائلة إن عودة روسيا إلى مصر يعيد أطياف الحرب الباردة القديمة إلى شاشات رادار المراقبين للشأن الدولى.
وتحدث التقرير عن توسيع التعاون العسكرى بين مصر وروسيا مشيرة إلى أن هذا الأمر يبعث القلق بوجه خاص فى ضوء محاولة روسيا دعم نظام بشار الأسد فى سوريا، والذى حقق نجاح حتى الآن، وكذلك محاولاتها لتوسيع نفوذها فى ليبيا من خلال دعم المشير خليفة حفتر فى ليبيا.
وقال الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية لدى لجنة الخدمات المسلحة فى مجلس الشيوخ فى مارس الماضى "ان روسيا تحاول زيادة نفوذها ىجميع انحاء الشرق الاوسط كما رأينا فى سوريا". واضاف "لقد رأينا هذه الاشياء بالتأكيد مع شركائنا القدامى مثل مصر وغيرها فى جميع أنحاء المنطقة، لذلك من وجهة نظرى انهم يحاولون زيادة نفوذهم فى هذا الجزء الحرج من العالم".
وتشير إلى أن المخاوف العسكرية تتعلق بأن روسيا يمكن أن تستفيد من هذه المكاسب من أجل تحقيق المزيد من القوة فى البحر الأبيض المتوسط وخلق المزيد من المزايا فى سوريا. وبطبيعة الحال، تلعب كل من مصر وروسيا جانب مهم فى مكافحة الإرهاب ضمن شراكتهما. ومن الناحية الاقتصادية قد تحاول روسيا التحايل على التأثير السلبى للعقوبات الدولية المفروضة عليها من خلال زيادة مبيعات الأسلحة إلى المنطقة. ومن الناحية الدبلوماسية، يستمر هذا فى محاولة روسيا لإعادة تأكيد وجودها العالمى وهيبتها.
وألقت الصحيفة باللوم على انسحاب إدارة الرئيس الأمريكى السابق باراك أوباما من المنطقة. حيث إستغل الروس نجاحهم في سوريا لاستعادة بعض أهداف السياسة الخارجية التى خلفتها الأهداف الاستراتيجية السوفياتية. وقد غاب عن بعض المحللين هذه النقطة من خلال التأكيد على قدرات روسيا الاستراتيجية الحالية المحدودة بدلا من النظر إلى الأهداف والاتجاهات الروسية التاريخية طويلة الأجل.