اتهم الجنرال والكاتب الإيطالى الخبير فى الاستراتيجية العسكرية والجغرافيا السياسية كارلو جين الرئيس التركى رجب طيب أردوغان بتدبير هجوم بنغازى الإرهابي، الذى يعتبر واحدا من أكثر الهجمات البشعة، حيث راح ضحيته 36 قتيلاً فى مسجد ببنغازى.
وقال الجنرال كارلو جين، فى مقابلة مع موقع “إلسوسيدياريو” الإيطالى نقلته صحيفة “المتوسط” الليبية، إنه لا يوجد فرق بين حفتر والسراج، مضيفاً: “على كل منهما التعامل مع معارضة إسلامية ومتطرفة، التى على الرغم من هزيمتها، لكنها مسلحة جيداً ومنظمة تنظيماً جيداً”. مؤكدًا أن من يدعم هذه المعارضة المسلحة هو أحد حلفاء الناتو “تركيا- أردوغان”، مشيراً إلى واقعة القبض على سفينة تركية متجهة إلى ليبيا تحتوى على متفجرات لصنع قنابل، مثل تلك المستخدمة فى هجوم بنغازي.
وعن إصابة المهدى الفلاح، رئيس دائرة الاستخبارات، ووفاة أحمد الفيتورى، رئيس وحدة التحقيقات، فى حادث بنغازى الإرهابي، قال الجنرال الإيطالى: “من المؤكد أنهما كانا من أهداف المفجرين، صحيح أن المساجد كانت تحت نظر داعش وغيرها من التشكيلات الإسلامية كما رأينا بالفعل، ولكن فى هذه الحالة كان المهاجمون يعرفون جيداً أنه فى هذا المسجد كان هناك أيضا نخبة رجال الجنرال حفتر”.
وأوضح أن الهجوم على مطار معيتيقة بطرابلس يضعف موقف المشير حفتر، مضيفاً: “كانت فكرة حفتر، بعد أن أعلن النصر على الميليشيات الإسلامية قبل شهرين هى التوسع نحو بقية ليبيا، أو على الأقل نحو الجنوب، وهذا الهجوم يقلل من طموحاته”.
وتابع: من المحتمل جداً أن تكون مليشيا “أنصار الشريعة” متورطة فى هجوم مطار معيتيقة، ولكن يمكن أيضا أن يكون الإسلاميين فى برقة الذين كانوا دائماً قويين جداً. كان حفتر مقتنعاً بأنه هزمهم، ولكن من الواضح أنه لم يفعل ذلك”.
وأكد أن تركيا تقوم بتسليح هؤلاء الإرهابيين، مضيفاً: “قد دعمت تركيا دائماً جماعة الإخوان المسلمين والإسلاميين وخاصة فى طرابلس، ولكن أيضا فى برقة، ومن المعروف أنها قامت بتسليح هذه الميليشيات خلال معركة مصراتة”.
أشار الجنرال الإيطالى إلى أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يخطط لمكالمة هاتفية شخصية معه، ليقول له أوقف الهجوم على الأكراد فى سوريا، حسب ما تقوله مصادر البنتاجون، وأوضح جين أن رد الفعل المصرى هو نموذجى لهذا البلد، مشيراً إلى البيان القاسى الذى أصدرته مصر حول دعم تركيا للإرهاب، مؤكدًا أنه اتهام له ما يبرره.
وحول توقعاته المستقبلية للوضع فى ليبيا، قال: “تستمر الفوضى، ويظهر هذا الهجوم أن أيا من المتنافسين ليس له سيطرة كاملة على الوضع، المعارضون منظمون تنظيماً جيداً ومسلحون بشكل جيد، وهم قادرون على اللجوء إلى الإرهاب حتى لو لم يكونون قادرين على خلق حالة تمرد شعبية حقيقية”.