قال عمرو موسى، الأمين العام الأسبق لجامعة الدول العربية، إن أخطاء الحكم فى مصر خلال الـ70 سنة الماضية كانت كبيرة، وبدأت منذ السنوات الأخيرة للملك فاروق، واستمرت طوال السنوات التالية، موضحا أن مصر تتطلع للمستقبل بثقة، وأنه ليس من السهل أن تصبح مصر دولة فاشلة، ولا أحد فى الدنيا يستطيع تحمل فكرة فشل مصر.
وأضاف "موسى"، فى كلمته خلال الندوة التى تعقدها الجامعة الأمريكية بالقاهرة الجديدة؛ اليوم الأربعاء، لمناقشة مذكراته الصادرة بعنوان "كتابِيَه"، أن دولة فوق بحجم مصر وتعداد سكانها المتجاوز 100 مليون نسمة، ستكون قادرة على التعامل مع كل المشكلات، متابعا: "ليس أمامنا إلا أن ننجح، وضرورى أن ندفع الأمور لتحقيق النجاح ودفع التقدم، وهذا له شروطه، لأنها ليست مسألة سهلة، كما أنها ليست مستحيلة، هناك دول دُمّرت نهائيا مثل ألمانيا الحرب العالمية الثانية، وماليزيا التى دمرها الفقر، وقامت من جديد، ولكن مصر قادرة على أن تكون دولة واعدة".
وأشار عمرو موسى فى حديثه، إلى أنه ظل 10 سنوات سفيرا لمصر، ومثلها وزيرا للخارجية، ومثلها أمينا لجامعة الدول العربية، وأن المذكرات تعكس روح طفل رُبّى بالقاهرة ودخل المدرسة بمجتمع القرية، مضيفا: "كنت فى عائلة وفدية، وكثير من الأقارب لم يكونوا وفديين، كانوا فى أحزاب أخرى، وكان النقاش يجرى أمامى وأنا صغير، وهكذا تشكل وعيى السياسى"، مشيرا إلى أن القاهرة كانت عنوان الشياكة والأناقة والسلوك المنضبط عندما جاء إليها، فبحسب ما يذكر: "كنت نشطا فى الجامعة، ولم يكن هدفى أن أطلع الأول، لكن كنت طالب شاطر، وكان فيه وقت أزوّغ وأروح سينما وغيرها، كلنا كنا مهتمين إننا نجح، ونعيش الحياة أيضا".
وتابع الأمين العام الأسبق للجامعة العربية حديثه بالندوة، قائلا: "كنت أول واحد من دفعتى أصبح وزيرا، ثم تبعنى حازم الببلاوى رئيسا للوزراء، وكنت فى كلية الحقوق، وكان هناك انجذاب للكليات الأدبية، والكتاب يحكى هذه الحواديت، وتحدثت فى السياسة بالمفتوح عن اهتمامات الدبلوماسية المصرية وأخطاء الحب وما حدث فى الستينيات والسبعينيات، وكان فى المذكرات جرأة كبيرة للغاية، ماذا حدث لمصر ولماذا؟".