نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تقرير مطولا حول تأثر الطبقة الغنية والمرفهة في مصر بالأزمة الاقتصادية التي تعاني منها البلاد حاليا، حيث قالت أن أغنياء مصر كانوا الأكثر دعما لعبدالفتاح السيسي بعد أن شنوا حملة ضد التيار الإسلامي الذي كان مستحوذا على السلطة من أجل الاستقرار، وفعل الأغنياء ذلك حتى ولو كان على حساب الحريات المدنية.
وتعتبر الفترة الحالية بمثابة اختبار ولاء لهذه الفئة من المجتمع المصرى حيث تعانى البلاد من نقص فى العملة الأجنبية مما تؤثر بالسلب على المشاريع التجارية، كما يعوق استيراد السلع المخصصة للرفاهية و وتؤثر سلبا على أنماط حياتهم، الأمر الذى أدى إلى موجة انتقادات حادة على غير العادة إلى الرئيس السيسى.
واستدرك الموقع ربما يعانى الفقراء فى نقص بعد السلع الغذائية لكن الأغنياء يواجهون أزمات من نوع أخر، حيث استشهدت الـ "تايمز" بكلام الصحفي إبراهيم عيسى الذى يعتبر من ضمن أعلى الأصوات المؤيدة للرئيس السيسى منتقدا بشدة سياسته قائلاً: "لا توجد فئة أو طبقة لا تعانى أو سعيدة من الإسكندرية حتى صعيد مصر، أداء السيسى لا يرضى أحدا .
وذكرت الصحيفة على لسان طالب بالجامعة الأمريكية أنه ذهب إلى أحد معارض سيارات المرسيدس لكنه لم يجد الطراز الجديد الذي يبحث عنه وأخبره صاحب المعرض بأنها ستأتي بعد 18 شهرا، وهو أمر يكدر صفو حياة المرفهين في مصر.
وبرهنت الصحفية على أسباب صعوبة المشهد الراهن بأن صرامة القوانين الحكومية الجديدة تقييد استخدام بطاقات الائتمان المصرية فى الخارج والحد من شراء العملات الأجنبية وجعل رجال الأعمال ساعيين خلف الدولار أمريكي في السوق السوداء، والذى بدوره قد قفز سعره إلى 20% بالأشهر الأخيرة.
واستكملت فى وصف احتدام الوضع الحالى مع أسر رجال الأعمال من الطبقة الغنية بمصر، أنهم يواجهون ارتفاعا حاداً فى أسعار المحلات التجارية، والانتظار لفترات طويلة حتى يحصلون على السيارات الفاخرة والمخاوف حول كيفية الحصول على ما يكفي من الدولارات أو اليورو لقضاء العطلات الصيفية بالخارج أو لدفع مصاريف أبنائهم الدراسية في الخارج.
واستندت التايمز أيضا إلى رأى مستشارة فى التعليم تدعى دينا الحسانى والتي قالت إن هناك شعور بالقلق حول ما سيحدث في المستقبل، وإن النبرة العاطفية التى جاءت فى ثنايا خطابه الأخير واجه سخرية على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى بعد عرضه نظريته حول نزع فتيل الازمة الاقتصادية بعبارة "أبيع نفسي".
فيما أشار رجل الأعمال أشرف عمران إلى إن الرئيس السيسىفقد شعبيته لدى الطبقة العليا بمصر، حيث قال: نحن لا نرى أى شيء قد تحقق على أرض الواقع، وسلطت الصحيفة الضوء أيضا على استياء الإعلامي يوسف الحسنى من خطاب رئيس مصر معلقا: " أنا كرهت هذا الخطاب" .
و أشار الموقع أيضا إلى مؤيدين من ذوى الطبقات الرفيعة فى مصر على سبيل المثال مصممة
الأزياء هالة محمود التي دافعت عن الرئيس قائلة: " رجل عسكرى, ونحن نواجه الكثير من
المشاكل، وإلقي نظرة على سوريا او العراق، ويجب علينا ان نعمل بما أمام من اختيارات .
و علق هانى جنينة رئيس قطاع الأسهم بشركة بلتون المالية القابضة: " نحن نتفهم العوائق التى تمر بها السلع الفاخرة التى تذكرنا بفترة من السنوات التقشف فى أعوام 1990و 2000 .