قال محمد حامد، الباحث فى العلاقات الدولية، إن حادث إطلاق نار داخل معبد يهودى ببنسلفانيا، مرفوض ومدان، ولم يتضح بعد إذا كان إرهابيا أو غير ذلك، لكنه يأتى فى ظل أجواء انتخابية ساخنة بين الجمهوريين والديمقراطيين استعدادا للانتخابات التشريعية المقررة فى نوفمبر المقبل.
وأضاف حامد، فى تصرح لـ"انفراد"، أنه ليس بالضرورة أن يتم ربط هذا الحادث بالانتخابات، لكن يمكن تناوله فى سياق قوانين تسليح الأفراد فى الولايات المتحدة والتى يجب مراجعاتها مرة أخرى، وقد يعود هذا الأمر للواجهة مجددا فى ظل تنافس الحزبين وسعيهما للحصول على المكاسب، بالإضافة الطرود الملغومة التى أرسلت فى الأيام القليلة الماضية إلى شخصيات سياسية بارزة، أغلبهم من الديمقراطيين، وهدفها الترويع، وهذا يدل على وجود خلل ما.
واعتبر الباحث فى العلاقات الدولية، أن الحادث هدية لإسرائيل، وتستطيع تل أبيب استغلاله كبقية الحوادث التى يتم الاعتداء فيها على المعابد اليهودية، بالزعم أن اليهود مضطهدون وأن حكومة إسرائيل يجب أن تدافع عنهم، ووجوب المزيد من التضامن مع اليهود.
وتابع: "لا ننسى أن لإسرائيل دور كبير جدا فى الانتخابات الأمريكية، سواء الكونجرس أو الرئاسة، وأن حكومة يمينية متطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو تمتلك قدرة كبيرة على استغلال هذا الحادث وتطويعه لصالحها للحصول على مكاسب كبرى من الكونجرس، ولحماية إسرائيل أكثر.
وكان شخص مسلح تمكن من دخول معبد يهودى فى منطقة بيتسبرج التابعة لولاية بنسلفانيا، وأطلق النار على المتواجدين ليقتل ويصيب ما يقرب من 17 شخصا، فيما غرد الرئيس الأمريكى دونالد ترامب محذرا من تواجد الأهالى فى منطقة إطلاق النار: "أشاھد الأحداث فى بیتسبرج بولایة بنسلفانیا، یجب أن یظل الناس فى المنطقة محمیین، یبدو وكأنھ عدة وفیات سقطوا، فمطلق النار نشط، بارك الله فى الجمیع".
أما رئيس وزراء إسرائيل عبر عن صدمته، قائلاً: إنه "فجع وشعر بالفزع، مضيفا: "شعب إسرائيل بأكمله يشعر بالحزن مع أسر القتلى، نقف مع المجتمع اليهودى فى بيتسبرج ونقف مع الشعب الأمريكى فى مواجهة الوحشية المروعة المعادية للسامية ونصلى جميعا من أجل الشفاء العاجل للمصابين".
وكشفت وسائل الإعلام الأمريكية، هوية منفذ الهجوم على المعبد اليهودة فى ولاية بنسلفانيا، وهو رجل يدعى "روبرت باورز" يبلغ من العمر 46 عامًا.
وقالت شبكةcbsnews ، إن الجانى تصرف بمفرده ولم يكن معروفا لدى الشرطة، مشيرة إلى أن " باورز" مستخدمًا منتظمًا فى شبكة "غاب"، وهى شبكة اجتماعية غالبًا ما ترتبط بالعنصريين والمتطرفين البيض.
وذكرت الشبكة أن "باورز" نشر العديد من التدوينات المعادية للسامية فى الشهر الماضي، بما فى ذلك إنكار الهولوكوست ونظريات المؤامرة حول تدمير اليهود لكوكب الأرض وتأجيج الهجرة الجماعية، موضحة أنه يثب تدوينة فى صفحته بعنوان: "اليهود هم أبناء الشيطان".
وقبل ساعات من ارتكابه الجريمة كتب "باورز" عن منظمة "HIAS"، وهى منظمة يهودية تساعد اللاجئين: "تحب جمعية هياس جلب الغزاة إلينا وهى بذلك تقتل شعبنا، لا يمكن أن أجلس وأنا أرى شعبنا يذبح، أنا ذاهب."