قال الرئيس عبد الفتاح السيسى، إن اجتماع اليوم، يأتى تلبية لمسئوليتنا المشتركة تجاه دعم استقرار ووحدة ليبيا الشقيقة وسلامتها الإقليمية، وحمايتها من مخاطر الإرهاب والتدخلات الخارجية المستمرة فى ليبيا على مدار الأعوام الماضية.
وأضاف الرئيس السيسى، فى كلمته أمام اجتماع قمة الترويكا ولجنة ليبيا بالاتحاد الأفريقي، أن دول الاتحاد الأفريقى هى الأقرب بالجوار والتاريخ والمصير إلى ليبيا، وهى الطرف المعنى أكثر من غيره بالاستقرار هناك، وتوحيد مؤسسات الدولة للعمل فى هذا البلد، وتمكين قوات الجيش والشرطة المدنية من أداء واجبها فى الحفاظ على السلم والاستقرار والقضاء التام على أشكال الإرهاب كافة.
وأوضح أن الشعب الليبى الشقيق تعرض لعملية استنزاف لمقدراته وموارده، على مدار السنوات الماضية، وفوضى غير مسبوقة للميليشيات والتنظيمات الإرهابية والتهريب والاتجار بالبشر، رسختها حالة ممتدة من الانسداد السياسي، وتغليب الأهواء الشخصية والمصالح الضيقة على المصلحة الوطنية الليبية، والاستقواء بأطراف خارجية دعمت الفوضى والتنظيمات الإرهابية وتورطت فى تهريب الإرهابيين والسلاح إلى ليبيا، وتهريب النفط والأموال إلى خارج الأراضى الليبية. وقد آن لذلك كله أن ينتهي.
وقال الرئيس السيسى، إن من حق جميع أبناء ليبيا أن تُطوى صفحة هذه الحقبة المؤلمة، وأن يستعيدوا دولتهم، ويبدأوا مرحلة إعادة البناء. ولن يتأتى ذلك إلا باستئناف الحل السياسى فى أسرع وقت ممكن، وتمكين مؤسسات الدولة الليبية، وحدها دون غيرها، من أداء واجباتها، وبحيث يُتاح لهذه المؤسسات تلبية مصالح واحتياجات الشعب الليبى الشقيق، وحماية مقدراته، ويتسنى للجيش الوطنى والشرطة المدنية القيام بمسئولياتهما فى توفير الأمن والاستقرار والقضاء على مخاطر الإرهاب والتشكيلات الحاملة للسلاح خارج نطاق الشرعية، حتى يتوفر المناخ الداعم لمسار سياسى يفضى لانتخابات تستعيد من خلالها البلاد مقومات الشرعية.
وأكد أننا اليوم نطالب المجتمع الدولى بتحمل مسئوليته كاملة وبغير إبطاء لاستئناف الحل السياسي، داعياً المبعوث الأممى د. غسان سلامة للقيام بواجبه فى تيسير العودة للمفاوضات السياسية، بشكل شفاف وبما يتسق مع الاتفاق السياسى الليبي، من خلال تنشيط قنوات الاتصال مع جميع الأطراف الليبية المعنية دون استثناء والوقوف على مسافة واحدة منها جميعا.
واختتم الرئيس كلمته بتأكيد ثقته من أن اجتماع اليوم، سيعطى رسالة الأمل المطلوبة للأشقاء فى ليبيا، وسيقدم دفعة أساسية لجهود احتواء الأزمة الحالية أفريقيا وأمميا.
وكان الرئيس السيسى، استهل الاجتماع بالترحيب بالقادة المشاركين فى القمة فى بلدهم الثانى مصر، فى اجتماع يخص بلداً أفريقياً عزيز علينا جميعا، هو ليبيا الشقيقة، التى ارتبطت بالاتحاد الأفريقى ولاتزال تعد مكوناً أساسياً فى مسار العمل الأفريقى المشترك.
وتوجه السيسى بخالص التقدير، لكل من الرئيس دينيس ساسو نجيسو رئيس جمهورية الكونغو، ورئيس اللجنة الأفريقية رفيعة المستوى حول ليبيا، لمبادرته الكريمة باقتراح عقد هذا الاجتماع فى القاهرة، والرئيس بول كاجامى رئيس جمهورية رواندا، والرئيس سيريل رامافوزا رئيس جمهورية جنوب أفريقيا، أعضاء ترويكا رئاسة الاتحاد الأفريقي، ولموسى فقيه رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى على سرعة استجابتهم للدعوة لهذه القمة، تأكيدا على مسئولية الاتحاد الأفريقى تجاه ليبيا، والتزامه بدعم الحل السياسى وعودة الاستقرار إليها، انطلاقا من مبدأ راسخ فى الاتحاد الأفريقى منذ تأسيسه، وهو العمل على إيجاد حلول أفريقية لمشاكل القارة، والرفض القاطع للتدخل الخارجي.