أكد الدكتور طه على، الباحث السياسى والخبير فى الشأن التركى، أن تصريحات الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الأخيرة وردة فعله بشأن الأزمة الليبية كشف عن حالةٍ انفعاليةٍ لدى أردوغان عكستها حدة مفرداته والتهديدات التي وجهها للمشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطنى الليبى وهو ما رددته كافة وسائل الإعلام التابعة له؛ حيث تشكل السب والتطاول على حفتر صلب الخطاب الإعلامي لهذا الفريق خلال الساعات الماضية.
وأضاف الخبير، فى الشأن التركى ، فى تصريح لـ"انفراد"، أن تلك الحالةُ الانفعاليةُ تعكس المأزقَ الذي يعيشه أردوغان ، وبخاصة مع فشل مساعي استغلال الجبهتين التونسية والجزائرية للدخول إلى ليبيا وذلك بالتزامن مع سقوط مدينة سرت تحت قبضة الجيش الوطني وقيام الأخير بتوسيع منطقة الحظر الجوي فوق العاصمة الليبية طرابلس.
وتابع الدكتور طه على قائلا : المشير خليفة حفتر من جانبه ألقي خطابا عكس تفوقه على الأرض، فقد فرض شروطاً تضمنت مهلة ما بين 45 ـ 90 يوما لقيام الميليشيات بتسلم أسلحتها، مع تشكيل لجنة من الجيش الوطني مدعومة من الأمم المتحدة لحصر أسلحة الميليشيات بالإضافة إلى استبعاد الوساطة التركية لأنه يرى أن أردوغان ليس وسيطاً بقدر ما هو طرفٌ في الأزمة الليبية بحكم مصالحه وطموحاته الإقليمية.
وتوقع الخبير فى الشأن التركى، أن تشهد الأيام القليلة المتبقية على مؤتمر برلين تسارع في وتيرة الأحداث وخاصة على مستوى العمليات النوعية التى سيقوم بها الجيش الليبى ضد الإرهابيين لضمان موقفٍ تفاوضي قادر على التصدي للموقف التركي، ونظرا لتطلعات أردوغان لتصدر المشهد في برلين على أن يصبح صاحب الصوت الأعلى، انطلاقا من واقع يسعى الرئيس التركي لتثبيته بموجب مذكرتي التفاهم التي عقدمها أخيرا مع السراج، فمن المتوقع أن نشهد صداما داخل أروقة مؤتمر برلين الذي يستبعد أن يكتب له النجاح في ظل تلك الأجواء.