فى جلسة استثنائية استمرت لأكثر من 6 ساعات، عقد مجلس النواب برئاسة الدكتور علي عبد العال، أولى جلسات البرلمان بعد ظهور فيروس كورونا المستجد "كوفيد -19"، انتهي خلالها من الموافقه على 8 تشريعات مهمة منها ما يتعلق بدعم الدولة لمواجهة الفيروس، وفي مقدمتها مشروع قانون بفتح اعتماد إضافى بالموازنة العامة للدولة للعام المالى 2019-2020، بقيمة 10 مليارات جنيه، مشروع قانون مقدم من الحكومة بشأن تعديل بعض أحكام قانون حالة الطوارئ، والذي يتيح إتخاذ سلطة الطوارىء بعض التدابير الجديدة لمواجهة فيروس كورونا.
كما شملت حزمة التشريعات التي وافق عليها البرلمان اليوم، في مجموعها، مشروع قانون بشأن بعض الإجراءات المالية التى يتطلبها التعامل مع التداعيات التى يخلفها فيروس كورونا المستجد كوفيد 19، جنبا إلي جنب مشروع قانون مقدّم من الحكومة بتعديل بعض أحكام قانون الضريبة على الدخل الصادر بالقانون رقم 91 لسنة 2005، وتعديل بعض أحكام قانون الضريبة على العقارات المبنية الصادر بالقانون رقم 196لسنة 2008، والذي يستهدف تخفيف العبء الضريبى عن كاهل أصحاب المصانع وتشجيع بعض الأنشطة الإنتاجية والخدمات الاستراتيجية، ومشروع قانون بإصدار قانون تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر.
يأتي ذلك جنباً إلي جنب الموافقة في المجموع علي مشروع القانون بشأن زيادة معاش الأجر المتغير عن العلاوات الخاصة التى تقررت بدء من 1/7/2006، ولم تضم إلى الأجر الأساسى فى تاريخ استحقاق المعاش، والخاص بضم العلاوات الخمس المستحقة لأصحاب المعاشات، والذي يأتي فى إطار جهود الدولة لتحسين أحوال أصحاب المعاشات وتحقيق المساواة بينهم، وبناء على توجيهات رئيس الجمهورية بصرف العلاوات الخمس، ومشروع القانون المقدم من الحكومة، بشأن تقرير حد أدنى للعلاوة الدورية للمخاطبين بقانون الخدمة المدنية، ومنح علاوة خاصة لغير المخاطبين بقانون الخدمة المدنية، وزيادة الحافز الإضافي للعاملين بالدولة.
وحرص النواب على الحضور منذ الساعات الأولى من الصباح الباكر، وحضعوا لجميع الغجراءات الوقائية، بداية من البوابة انتهاء بالجلوس فى الجلسة العامة، حيث يتم قياس درجة الحرارة، والمرور داخل وحدة التعقيم الذاتى، كما تم وضع علامات داخل الجلسة العامة تهدف لتحقيق التباعد ومراعاة المسافات فى الجلوس.
ولوحظ وعى النواب، الذى تمثل فى الالتزام بمراعاة المسافة المنصوص عليها من قبل منظمة الصحة العالمية، والتابعد الاجتماعى، وهذا ما اكد عليه الدكتور على عبد العال، رئيس البرلمان كثيرًا، مؤكدًا أن هذا الأمر فى غاية الأهمية كغجراء من ضمن الإجراءات الوقائية.
كما حرص النواب على ارتداء القفازات داخل الجلسة العامة، والكمامات طوال الوقت، هناك من حرص من أعضاء البرلمان على الجلوس فى الشرفات الخاصة بالمجلس والتى تخضع أيضا لإجراءات الوقائية، كما حرض البعض الأخر ممن لم يرتدوا "الجوانتيات" على تعقيم أيديهم بصورة دورية.
وخلال الجلسة العامة، حرص الدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، على توجيه التحية للقوات المسلحة المصرية لما تقوم به من جهد ملموس فى مواجهة جائحة فيروس كورونا، قائلا: "القوات المسلحة كانت حاضة فى هذه الأزمة بقوة، وسخرت كل إمكانياتها لحماية الشعب المصرى واستخدمت كل أدواتها ومُعداتها المتطورة"، وتابع: "وكان هذا أمر مُفرح ومُشرف، وهناك خطة مُحكمة لإدارة الأزمة".
كما أشاد رئيس البرلمان بتحرك وزارة الصحة والسكان وزيارة الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، لجمهورية الصين الشعبية لخبرتها فى التعامل مع فيروس كورونا، لافتا إلى تجهيز مستشفيات الحميات لاستقبال الحالات، وتجهيز العديد من أماكن العزل بالتنسيق بين وزارتى الصحة والسكان والتعليم العالى، وتدريب الأطباء وأطقم التمريض على التعامل وتوفير ما يلزم من أقنعة واقسة ومستلزمات طبية.
كما وجه المجلس، تحية خاصة للقطاع الطبى وكل العاملين فيه، حيث حرص النواب على الوقوف أثناء توجيه التحية لهذا القطاع لموقفه الشجاع فى مواجهة جائحة فيروس كورونا.
وقال الدكتور علي عبد العال: "أوجه التحية للقطاع الطبى بكل فئاته، أطباء وأطقم تمريض وفنيين وصيادلة وكل من يؤدون الخدمة فى هذا التوقيت الصعب ويعرضون أنفسهم للخطر ويضحون بأرواحهم".
وخلال الجسة العامة قال رئيس مجلس النواب،:" لن نترك أى مصرى عالق يرغب فى العودة للوطن"، مؤكدا "نحن حريصون على عودة كل المصريين العالقين، ولا نقبل إهانة أى مصرى خارج البلاد "، موضحا أن سياسة الدولة تقوم على أن كرامة المواطن أولا فى الداخل والخارج، مشيرا إلى أن الدولة بادرت بعودة العالقين، وتحملت التكلفة، ووجه الرئيس، صندوق تحيا مصر بتحمل التكلفة.
وتابع "عبد العال": "لابد أن نعلم أن العالق له شروط ولكى يعود لابد من أن تقوم الدولة التى يقيم بها بفتح الطيران وتقبل نزول الطائرة التى نرسلها لها".
كما أكد رئيس مجلس النواب، أهمية الوعي لدي المواطنين بخطورة أزمة جائحة فيروس كورونا، قائلا: "إدراك خطورة الأمر تعتمد علي إرادتنا، وأيا كانت الإجراءات الاحترازية وتقليل الحركة، لن تجدي إذا لم يكن لدي المواطن وعي، لابد أن تكون أنت رقيب علي نفسك".
وقال عبد العال، إنه بعد انتهاء أزمة كورونا ستسعي بعض الدول إلي ضخ المزيد من الاستثمارات في الدول النامية أو الناشئة، ومنها مصر، فلدينا بنية تحتية وأساسية في الطرق والموصلات والكباري، ولدينا بنية تشريعية مواتية للاستثمار، فعلي الحكومة أن أن تبذل كافة الجهود وتشكل خلية اقتصادية من الآن، لما بعد كورونا، فالعالم سياسيا واقتصاديا سيتغير، العالم قبل كورونا ليس هو بعد كورونا، وانتهت فكرة العولمة، حاليا الدولة الوطنية، فالقائمون علي الاقتصاد العالمي وضعوا الكثير من السيناريوهات بخصوص وضع الاقتصاد العالمي، لذلك لابد من تشكيل خلية لبحث تأثير ذلك علي مصر".