أحدثت أزمة حلب، وما تشهده من أعمال عنف، خلافا ضخما بين جماعة الإخوان، والجماعة الإسلامية، حيث اتهم قيادات الأخيرة، التنظيم بوجود خلل فى بنيته التحتية، وتحريض عناصر على القتال فى سوريا لتعقيد الأزمة.
وقال سيد فرج، عضو الهيئة العليا لحزب البناء والتنمية، أن ما تشهده مدينة حلب السورية شاهد على ضعف أمة، وعجز الثقات من الدعاة وقيادت العمل الإسلامى، وغياب وعى شباب أسلم وجهه لله وأراد نصرة المسلمين.
وأضاف عضو الهيئة العليا لحزب البناء والتنمية، فى تصريح له عبر صفحته على "فيس بوك"، أن ما يحدث اليوم فى حلب حدث من قبل فى مدن سوريا، وفى العراق ضد أهل السنة، وفى بورما ضد المسلمين، وافريقيا الوسطى، وللأسف ستتكرر فى سوريا وفى غيرها، وهو ما تشير إليه الأحداث والقراءات، ويدل عليه واقع المسلمين وتفتتهم وتشتتهم وصراعاتهم٠
وانتقد سيد فرج، دعوات الإخوان لما اسموه "الجهاد فى سوريا" قائلا: "الآن تتعالى الصيحات ودعوات الجهاد، تحث الشباب على النفير، ولكن يجب هنا السؤال ويتحتم هل حلب تريد رجالا وشبابا؟ الجواب لا، لأن رجالها كثيرون وفائضون".
واستطرد: "أما حث الشباب المسلم الآن فى الدول التى لا حدود لها مع سوريا كمصر على السفر أو الجهاد فى سوريا ليس له فائدة وسيصب فى صالح أعداء الإسلام، ويعرض الشباب إلى القبض عليه فى الطريق، ويوقعهم فريسة للأخطار التى تقابل مثل هذا الشباب فى بلادهم، وفى البلدان التى يمر عليها حتى يصل إلى سوريا".
فيما شن عاصم عبد الماجد، القيادى بالجماعة الإسلامية هجوما عنيفا ضد جماعة الإخوان، متهما إياهم بالتعاون مع الغرب فى أزمة السورية.
وقال عبد الماجد فى عدة تدوينات بثها عبر حسابه بموقع المدونات المصغرة "تويتر": "مازلنا مترددين خائفين أن يصمنا الغرب بالإرهاب طامعين فى أن تنقذنا مؤسسات المجتمع الدولى من هذه المؤامرات أو مستبعدين وصول هذه المؤامرات لبلادنا غير مكترثين بما يحدث لغيرنا وإن كان من أمتنا ؟"
وتابع عبد الماجد: "هل لدينا من الشباب ذلك الصف العريض والمنتشر فى ربوع عالمنا الإسلامى الذى هو على فهم ووعى واستعداد للقيام بدور حل الأزمات؟".
من جانبه قال هشام النجار، الباحث الإسلامى، أن الموقف فى حلب متعلق بحرب فاصلة أكبر من الإخوان وفيها تبحث تركيا عن فرصتها الأخيرة قبل أن تفقد الأمل تماماً فى مشروع المنطقة العازلة ويصيبها الضعف الكامل أمام تقدم الأكراد، وكذلك تحاول داعش والنصرة وجيش الفتح وغيرها من الفصائل العودة للمشهد.
وأضاف لـ"انفراد" أن القضية أكبر بكثير من حضور تنظيم ما وتأثيره فى المشهد ومواقفه، موضحا أن ما يجرى من هجوم على الإخوان يأتى فقط فى سياق إثبات الحضور وذراً للرماد فى العيون وإظهار التطهر كأنهم لا يشتركون فى تحمل المسئولية والتسبب فى فشل التيار الإسلامى وهزائمه المتوالية من خلال الزعم بأن الإخوان وحدهم هم من يتحملون مسئولية ذلك من خلال خياراتها التى تميل للتفاوض فى الملف السورى.
وتابع: "الهدف واضح لمجرد إظهار البراءة والتملص من مسئولية كوارث اشتركوا فيها جميعاً طوال الفترة الماضية سواء تحت رايات ما يسمى "المعارضة المعتدلة"، أو التنظيمات الإرهابية الأكثر تشدداً وجميعهم وقعوا فى فخ التوظيف المذهبى والأيدولوجى ومشروعى إيران وتركيا التوسعى فى المنطقة على حساب الدول العربية.. وكل ما فى الأمر هو إصدار بعض البيانات بإلقاء المسئولية هنا وهناك للاستهلاك المحلى وتفادى الوقوع تحت المساءلة".