مع صعود تنظيم داعش وخفوته مرة ثانية، هناك سؤال يطرح نفسه بقوة: متي ينتهى تنظيم القاعدة الإرهابى؟ أجاب على هذا السؤال دكتور ناجح إبراهيم المفكر الإسلامي، قائلا: "فقدت القاعدة أخيراً عدداً كبيراً من قادتها وخاصة فرعها في اليمن الذي دشنه بن لادن بنفسه ومن بين هؤلاء القادة الذي قتلتهم أمريكا بالطائرات دون طيار أنور العولقي، وناصر الوحيشي، وقاسم الريمي. أما في المغرب فقد قتلت القوات الفرنسية عدداً من قادة فرع التنظيم في المغرب العربي ومن أهمهم عبد المالك درو كدال. وأحدث ذلك تفككاً في هذا الفرع حتى أنه استغرق ستة أشهر للإعلان عن القائد الجديد له. وهذا لم يكن معهوداً عندهم.
وتابع في تصريحات لـ"انفراد": "ذلك فضلاً عن ترك أبو محمد الجولاني للقاعدة وتمرده عليها وانضمامه لصفوف خصومها في سوريا مما ألحق بفرعها في سوريا -حراس الدين- خسائر متوالية، ويقدر عدد القادة الذين تم اغتيالهم في سوريا من قبل الطائرات الروسية بالمئات. وهذا كله يدل علي اتساع الخروقات الأمنية لدى أفرع القاعدة، حتى أن فرعها الملاصق لأفغانستان قد استهدفته مجموعة استخباراتية أمريكية وقتلت قادة هامين مقربين من الظواهري.
وأضاف "إبراهيم" في تصريحات لـ"انفراد": "القاعدة كانت دوماً تعاني من الجمود الفكري والأيدولوجي والحركي فضلاً عن التطرف اللانهائي. وكل ذلك أدى إلى نهايتها ليستريح العالم من شرها، فقد أرادات الدفاع عن الإسلام والمسلمين فقتلتهم وفجرتهم ودمرتهم,وكان معظم ضحاياها من المسلمين والمدنيين,وكانت دوماً تحارب في المكان الخطأ والزمان الخطأ وبالطريقة الخطأ,وتضع السيف في غير موضعه,وذلك باستثناء مشاركتها في محاربة الجيش السوفيتي المحتل لأفغانستان,وما سوي ذلك فحماقاتها لا تنتهي,ومنها علي سبيل المثال لا الحصر تفجير المدنيين في برجي التجارة وتفجيرات لندن ومدريد وبالي وتفجيرات الرباط والدار البيضاء,وعدة تفجيرات بالرياض,والظهران,وتفجير السفارة المصرية في باكستان,ومئات التفجيرات والاغتيالات الأخرى ومنها تفجيرات فرعها في شمال سيناء الذي كان يطلق علي نفسه"أنصار بيت المقدس",فضلاً عن عشرات التفجيرات داخل مصر نفسها,ومنها تفجير مستشفي الحرس الوطني بصنعاء والذي قتل فيه مئات المرضى والأطباء والممرضات في مأساة مدمرة,ومنها تفجير أكبر ثلاثة فنادق بعمان بالأردن والتي قتل فيها أعظم مخرج عربي وإسلامي "مصطفي العقاد"الذي كان يحضر عرساً بالفندق".