أكد المركز الإقليمى للدراسات الاستراتيجية بالقاهرة، أن هناك خمس مؤشرات تدل على وجود تحرك فلسطينى إيجابى وتؤكد جدية الأطراف الفلسطينية وتعاطيها مع دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى للقوى الفلسطينية للتصالح والاتفاق فيما بينها، والتهدئة مع الجانب الإسرائيلى،وهى بحسب دراسة أعدها برنامج الدراسات المصرية بعنوان "هل تتقدم المصالحة الفلسطينية بعد دعوة السيسى".
وأضاف المركز فى بيان له، أن من بين المؤشرات،الإعلان الصريح من قبل حماس عن جاهزيتها للتعاطى مع جهود المصالحة، حيث قال الناطق باسم الحركة، سامى أبو زهرى، تعليقًا على مبادرة الرئيس السيسى: "إن الحركة تؤكد جاهزيتها للتعاطى مع كل الجهود لإنجاز المصالحة، واستعادة الوحدة الوطنية، وإن حماس لديها أمل فى أن تؤدى دعوة الرئيس السيسى إلى إعادة الدافعية لتحقيق المصالحة الفلسطينية".
وأوضح المركز، أن ثانى المؤشرات هى الترحيب السريع من قبل حركة فتح بدعوة السيسى، حيث أعلن المتحدث الرسمى للحركة أسامة القواسمى عن ترحيبه بخطاب الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى فى ذات اليوم، معتبرا أن ما دعا إليه الرئيس السيسى يعبر عن حرص مصر الأكيد والثابت على مصلحة الشعب الفلسطينى وقضيته وحقوقه الوطنية.
وأشار المركز، إلى أن من بين المؤشرات الحرص المعلن من قبل حركتى فتح وحماس على توفير أجواء إيجابية لإعادة تفعيل لقاءات المصالحة من جديد فى القاهرة، حيث طالب بعض قيادات حماس بعدم فرض الفصائل شروطًا لإتمام المصالحة، والإعلان عن تعطل استئناف حوارات المصالحة فى الدوحة المقرر استكمالها فى شهر مايو الجارى للاتفاق حول برنامج حكومة الوحدة وموظفى حماس، مع التأكيد على رغبتهما فى إتمام المصالحة وإنهاء الانقسام، حيث تبادلت حركتا فتح وحماس الاتهامات بشأن المسئولية عن فشل مباحثات الدوحة، وعدم رغبة حركة فتح فى استكمال مباحثات الدوحة.
ونوه المركز، إلى أن من بين المؤشرات الزيارات الفلسطينية التى سبقت إعلان المبادرة، حيث زار وفد من حركة حماس القاهرة خلال الأشهر القليلة الماضية، وإعلان وفد الحركة وقتها بعد عودته من الدوحة نيته تنفيذ المطالب المصرية المتمثلة فى حفظ الأمن على الحدود الفاصلة بين غزة وسيناء، ومنع حركة السلاح والمقاتلين من غزة إلى حماس، وكذلك زيارة الرئيس الفلسطينى أبو مازن للقاهرة، التى تناولت ملفات المصالحة، وملف تدهور الأوضاع فى الضفة الغربية، وانسداد الأفق السياسى للحل فى ظل استمرار التوسع الاستيطانى.
وتابع المركز: "جاء فى الدراسة أن نجاح المبادرة يتوقف على عدم وضع أى من فتح وحماس اشتراطات لقبول المصالحة، وكذلك عدم اختلاف رؤى كل طرف فيهما عن الآخر، وأوضحت أن حركة حماس ستكون حريصة على إنجاح المبادرة، لإثبات حسن نواياها بأن لديها نزعة وطنية نحو المصالحة والوحدة، وخاصة عقب اتهامها من قبل وزارة الداخلية المصرية بالضلوع فى العمل الإرهابى الذى راح ضحيته النائب العام المصرى، ورغبتها فى تحسين العلاقات مع مصر، فعلى الرغم من تحرك حماس داخل دائرة سياسة المحاور الإقليمية، وتنوع حلفائها بالاعتماد على تركيا وإيران وقطر، إلا أنها تحتاج إلى مصر لإحداث توازن فى نمط علاقتها بالقوى الإقليمية الكبرى، فمصر يمكنها ضبط حركة إسرائيل فى حال شن عدوان جديد على غزة، كما يمكن أن تسهم فى رفع الحصار عن القطاع، وكذلك للضغوط الإقليمية التى تُمارَس على حماس، خاصةً بعد إعلان راشد الغنوشى فك التحالف مع جماعة الإخوان المصرية، وكذلك إخوان الأردن".