توفى كرم زهدى رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية صباح أمس الأربعاء، فى مستشفى الإسكندرية الجامعى عن عمر يناهز 69 عاما، وقبل الرحيل اختفى الرجل عن الأنظار بشكل شبه كامل، باستثناء ظهوره عبر اتصالات هاتفية أو تصريحات صحفية كان يوجه فيها انتقادا بشكل صريح للإخوان وممارساتها وخاصة بعد ثورة 30 يونيو، ليبقى هناك تساؤل هام، هل انقلب كرم زهدى عن المراجعات الفكرية لنبذ النعف كعاصم عبد الماجد وغيره من الجماعات الإسلامية؟
خبراء في حركات التيار الإسلامي شرحت إجابة مفصلة عن هذا السؤال، إذ أكد منير أديب الباحث في شئون التيار الإسلامي والحركات المسلحة، أن كرم زهدى رغم مشاركته في أعمال العنف الكبرى التي شهدتها مصر كاغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، وأحداث اقتحام مديرة أمن أسيوط 1981، إلا أنه أيضا تزعم المراجعات الفكرية لنبذ النعف ولم يتراجع عنها اطلاقا حتى وفاته.
واتفق مع الرأى السابق هشام النجار الباحث في شئون حركات التيار الإسلامي، قائلا :" الشيخ كرم زهدي هو أحد مهندسي مبادرة وقف العنف التي أطلقتها الجماعة الإسلامية مع الدكتور ناجح إبراهيم وغيرهما، وعلى إثرها تم إطلاق سراح غالبية قادة وأعضاء الجماعة بعد أن تم إقرار المراجعات وشرح بنودها للأعضاء بالسجون".
وأضاف "النجار": "أثبتت الأحداث التي أعقبت حراك يناير وصعود جماعة الإخوان للسلطة وتشكيل أحزاب دينية هي بمثابة أذرع سياسية لمختلف الجماعات على الساحة وما تلاها من خروج شعبي رافض لحكم وهيمنة الإسلاميين نتيجة فشلهم في إدارة شؤون البلاد، ثم ما تلا ذلك من لجوء جماعة الإخوان العنف والإرهاب، صحة وصوابية رؤية كرم زهدي وناجح ابراهيم، حيث حذرا من الصدام مع الدولة، ومن السعي للهيمنة على السلطة، خاصة أن الجماعة الإسلامية بقيادة قادة آخرين كان لهم تحفظات على بعض بنود المبادرة والمراجعات كانت منضوية داخل تحالف جماعة الإخوان وظهر قادتها بقوة في مشهد اعتصامات الجماعة بعد اندلاع الثورة ضد حكمها".
وتابع :" كرم زهدي كان من ضمن القلة من القيادات التاريخية للجماعة الإسلامية ممن آثروا اعتزال الساحة وتوخي البعد عن الصراعات الحزبية والسياسية، مطلقا جملة من النصائح والإرشادات لشباب الحركة الإسلامية التي لم ينصت قادتها لكلامه بل واستهزأ البعض منه وحطوا من قدره ومنهم هاربون بتركيا الآن لتثبت الأحداث صحة موقف زهدي وصدق توجهه وتجرده في النصيحة مقابل انتهازية وخفة قيادات تسببوا في هذه الكوارث ليس فقط لبلادهم بل اجتماعاتهم وشبابها وأعضائها، نتيجة استعلائهم واستكبارهم وعنجهيتهم الكاذبة التي حالت دون اعترافهم بالأخطاء والجرائم التي حرضوا على ارتكابها حفاظا على مكانتهم القيادية واستمرارهم في مناصب الجماعة القيادية فوق اتباع يدينون لهم بالطاعة دون تفكير أو أعمال للعقل".