قال إبراهيم الشهابى نائب محافظ الجيزة، وعضو مجلس أمناء تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن التنسيقية هي أصدق محاولة لبناء نظام ديمقراطي متعدد الآراء ومتنوع في التوجهات، وهي استجابة طبيعية للتحديات التي واجهت النظام الحزبي والسياسي المصري منذ عودته للحياة في السبعينات من القرن الماضي، مضيفا أنها الاتجاه الأكثر فاعلية لنظام سياسي مسؤول يستبدل النقاش بالهتاف، والرأي بالاحتجاج .
وأضاف إبراهيم الشهابى خلال مقال بعنوان:" سياسة بمفهوم جديد" نشر على موقع تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، إن التنسيقية تستهدفبالأساس إعادة الشباب للحياة السياسية، ومقاومة عزوف الشباب عن مجالات العمل العام، وإتاحة الفرصة واسعة للشباب المنتمي للتيارات السياسية والتنظيمات الحزبية للتواجد على الساحة السياسية وفي مواقع صنع القرار ، مشيرا الى أن تنسيقية شباب الأحزاب ليست تكراراً لتجارب سياسية سابقة، فهي ليست كالتنظيم الطليعي، ومحاولة التشبيه بينهما هي نوع من انواع الاستنتاج المُعلب ونظرة سريعة سطحية أو نوع من الدعاية المضادة .
وتابع: "الفارق بين التجربتين يمكن إجماله في نقطتين، الأولى ان التنسيقية تضم كل ألوان الطيف السياسي المصري، تمارس الاختلاف الموضوعي وتضم كل التيارات السياسية، في حين كان التنظيم الطليعي هو جناح تابع للاتحاد الاشتراكي وله صبغة سياسية موحدة، والثانية هو أن التنسيقية لم تقدم هيكل تنظيمي على مستوى الجمهورية، مثلما كان الأمر في التنظيم الطليعي، في تجربة التنسيقية حريصة على تنمية التنظيمات الحزبية القائمة، ولم تطرح نفسها في أي وقت كبديل عن الأحزاب فالهدف هو تفعيل التعددية الحزبية وليس العكس، والناظر بحيادية لمسيرة التنسيقية سيكتشف ببساطة أنها حرصت على التنوع والاختلاف، ظهر ذلك بوضوح في التعديلات الدستورية في 2019، إذ لم تعلن التنسيقية موقفا موحدا بنعم او لا، وانما اعلنت عن دعوة المصريين الى الاستفتاء على الدستور باعتباره استحقاق ديمقراطي وكان أعضاؤها حريصين في المؤتمرات والإعلام على الإدلاء بآرائهم سواء المعارضة أو المؤيدة .
وكذلك فإن أداء نواب التنسيقية في البرلمان يتسم بالتنوع والاختلاف خاصة في القضايا ذات الطابع السياسي قبل المتخصص، وقد التزم أعضاء التنسيقية في البرلمان بمرجعية احزابهم في الرد على بيان الحكومة وكذلك في مناقشة الحساب الختامي والموازنة العامة للدولة، وغيرها الكثير من القوانين التى يتحرك فيها ممثلو التيارات السياسية من نواب البرلمان باستقلالية ودون التقيد بموقف موحد."
ولفت نائب محافظ الجيزة الى أن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين خاضت الرهان في إعادة السياسيين الى مناصب القيادة التنفيذية في الدولة، مضيفا:" وهي نقلة نوعية استثنائية، اذ ان معني هذا ان السياسيين باتت لديهم فرص أكبر في التواجد الفعال في جهاز الدولة، بعد ان كانت لسنوات طويلة هذه المناصب حكرا على التكنوقراط في كافة المجالات ،والشاهد بانصاف سيكتشف ان التنسيقية إعادة الشباب مرة أخرى إلى الأحزاب، إذ باتت السياسية والأحزاب عنصرا جاذبا للشباب المشتغل بالعمل العام، المتابع الجيد للتنسيقية سيكتشف أن استراتيجية التنسيقية الجديدة تضمنت نقلة نوعية جديدة اذ تضمنت تحويل اللجان النوعية الى منتديات سياسية بهدف تعزيز حالة الحوار، وهي دلالة على استقرار نمط الحوار الهادئ بحيث باتت هناك فرصة للتوسع في حالة الحوار الذي يشمل كافة الملفات ومن وجه نظر التيارات السياسية المختلفة ."
ولفت الى أن الدرس الذى اتخذته الدولة على عاتقها بعد ثورتي 25 يناير ويونيو، هو أن انسداد الأفق السياسي لسنوات ما قبل 2011 وحتى 30 يونيو 2013 قد أدى إلى ضعف هيكلي في هيكل الحالة الحزبية والسياسية، وقد سيطرت على الممارسة السياسية أنماط الاحتجاج السياسي ورفض الحوار والمتاجرة بالمواقف ، مؤكدا أن تنسيقية شباب الاحزاب والسياسيين أنهت بين الجيل الجديد من السياسيين حالة الاستقطاب السياسي الحاد بين التيارات السياسية، وقد أكدت الوثيقة التأسيسية للتنسيقية على نبذ التطرف الفكري والايديولوجي، وكذلك حماية الاختلاف والتنوع، وذلك عدم السماح بتوجيه الاتهامات او التجريح السياسي أيا كان صاحبها .
وأشار الى أن الأدبيات السياسية التي ترسخها التنسيقية تؤكد الاحترام الشديد لكل صاحب رأي، واختفت ألقاب الاتهام والتحريض السياسي، التي أدمنتها لسنوات طويلة القوي والتيارات السياسية المختلفة ، مضيفا أن تنسيقية شباب الأحزاب هي حالة جيل من السياسيين رأى للحظة مصر الدولة والمجتمع في مواجهة الفوضى والإرهاب، وهي فرصة متاحة دوما لكل أصحاب الرأي الحقيقي الفاعل و الفاهم ، وأن التنسيقية ستجد العداء من انصار النظرة القديمة والمرتبطة مصالحهم بحالة الاحتجاج والتطرف السياسي الذي سادت مصر منذ وقت الحرب الباردة وحتى 2013، خاصة وأنها قدمت نموذجا للتعايش السياسي والتنوع الايديولوجي .
وأردف إبراهيم الشهابى أن سياسة بمفهوم جديد، وهو شعار التنسيقية تعني استعادة مفاهيم الاختلاف البناء، ووضع الرأي السياسي تحت سقف العلم والتخصص وليس الشعارات المجتزأة او الصرخات السياسية التي حبست السياسة والسياسيين داخل مسلمات فكرية لعقود طويلة، مضيفا :"فقد كانت مدارس السياسة القديمة حريصة كل الحرص على حالة النزاع السياسي، فقد كان من المستحيل أن يتشارك الليبرالي واليساري والقومي أو حتى السلفي في حالة حوار، بل كان من الصعب ان تجتمع مجموعتين من نفس التيار السياسي الواحد، الجيل الجديد من السياسيين في مصر وعبر تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين رأي تحولات ضخمة وسقطت أمامه مسلمات السياسيين القديمة، تلك المسلمات التى لم تكتفي فقط بحبس الشباب داخل التنظيمات الحزبية وانما ذلك التطرف الذي صنع جدران الفرقة وحول السياسة الى جزء من أزمات هذا الوطن" .
وذكر إبراهيم الشهابى نائب محافظ الجيزة، وعضو مجلس أمناء تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، أن القيادة السياسية أدركت برؤية استراتيجية أن انسداد الأفق السياسي لن يبني أحزابا ولن يبني نظاما حزبيا حقيقي يستطيع حمل أعباء 100 مليون مصري ، لافتا الى أن تجربة البناء السياسي المصري ستواجه دوما خصوم طبيعين في مقدمتهم حراس المعبد القديم في التيارات السياسية وكذلك المتطرفين الذين لا يقبلون الاختلاف وقبل كل ذلك من ارتبطت مصالحهم بحالة الفوضى، أعداء فكرة الدولة الحديثة والعصرية والتي تحقق المواطنة وتعزز التنوع وتحمي الاختلاف وتحقق العدالة.