قال طلعت مرزوق، مساعد رئيس حزب النور للشئون القانونية، إن هناك عددًا من العراقيل وقفت أمام محاولات تفتيت المنطقة، موضحًا أن البعض يعتقد أن الربيع العربى عاصر اتفاقية سايكس بيكو جديدة، على غرار ما تم عام 1916 بين الدبلوماسى البريطانى مارك سايكس، والفرنسى فرانسوا جورج بيكو، بمباركة روسيا، لاقتسام منطقة الهلال الخصيب، بعد تهاوى الدولة العثمانية المسيطرة على هذه المنطقة.
وأضاف، فى بيان له عبر صفحته الرسمية على "فيس بوك": "تعتمد هذه الخطة الجديدة على لاعبين جدد، وخريطة أوسع، بهدف تقسيم المُقسم، وتفتيت المُفتت، بيد أن عدة أحداث متلاحقة عملت على عرقلة المخطط الجديد، أو على الأقل إرباكه، من أهمها عاصفة الحزم فى اليمن، وميلاد التحالف الإسلامى ضد الإرهاب، ومناورات رعد الشمال، ووحدة المقاومة السورية المعتدلة، والتمثيل السياسى المتوازن بمؤتمر الرياض، ثم جنيف، والتوافق السياسى فى تونس، والدعم العربى لتسوية الأزمة الليبية، بالإضافة إلى ملف الهجرة واللجوء غير المسبوق عبر تركيا واليونان، طريق البلقان، وسواحل شمال إفريقيا، وهو من الأعراض الجانبية لسايكس بيكو الجديدة .
وتابع مرزوق: "إذا ما تمت المقارنة بين بعض هذه الأحداث، وما سبقها من أحداث مماثلة لتبين لنا البون الشاسع بين الفعل بقيادة عربية مشتركة، وتحرر القرار العربى شيئاً ما، ورد الفعل تبعاً لآخرين، فقد سبق عاصفة الحزم تدخل قوات درع الجزيرة لإفشال التدخل الإيرانى بالبحرين، ويمكن المقارنة مع عاصفة الصحراء لتحرير الكويت، أو الحرب على العراق مثلاً، ومن قبل فشلت جهود المصالحة بين الفصائل الفلسطينية حتى الآن، كما فشلت جهود الأمم المتحدة فى التسوية، ولم تنجح المؤسسات العربية والإسلامية الرسمية فى إنهاء أى من الملفات القديمة المزمنة، كما لم يتم استيعاب جميع القوى السياسية والاجتماعية من قبل" .
واستطرد: "لا شك أن ورقة التوت الغربية المُسماة – الحرب على الإرهاب – لن تستر سوءة هذه المخططات، فقد فشل الغرب مثلاً فى اختبار حق الهجرة واللجوء خلال الأزمة السورية، وأدت هذه المشكلة إلى عدة نتائج سلبية تزيد مخطط سايكس بيكو الجديد فشلاً على فشله، ومن ذلك إيقاظ روح التعصب اليمينى الأوروبى، وتنامى ظاهرة الإسلاموفوبيا، وتهديد إتفاقية شنجن، والسقوط الأخلاقى بعدما اتضح أن هذا الحق المنصوص عليه فى الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، والمعاهدات والمواثيق الدولية ذات الصلة، مجرد حبر على ورق".