أكدت نداء يونس، الناطقة الرسمية باسم وزارة الإعلام الفلسطينية أهمية الزيارة التى قام بها الرئيس شى جين بينج، رئيس جمهورية الصين الشعبية لمصر، والتى اختتمت أمس الجمعة، باعتبار أن الصين تعد ثالث أكبر دولة اقتصادية فى العالم ودولة تبحث عن وضع قدم لها فى منطقة الشرق الأوسط مما يجعل الإعلام الفلسطينى ينظر لها بعين الاهتمام وأن هناك نورا فى أخر نفق القضية الفلسطينية.
وأضافت نداء يونس، أن مصر هى الداعم المباشر والحقيقى والدائم للقضية الفلسطينية فى المحافل الدولية مما يجعل الإعلام الفلسطينى ينظر باهتمام بالغ لهذه الزيارة التاريخية والتى تنم عن توافق "صينى – مصرى" كبير لاشك أنه سيعود بالنفع على قضية العرب (فلسطين)، وخصوصا فى ظل انسداد الأفق السياسى واستمرار التعنت الإسرائيلى وضياع فرص الحل السياسى والمفاوضات، موضحة أن التحيز الأمريكى الأعمى لإسرائيل وتكرار تضيع الوقت من قبل الإدارة الأمريكية يجعلنا نبحث فى أفق أخرى وهى ضرورة التوصل إلى عقد مؤتمر دولى كما يؤكد عليه الرئيس الفلسطينى محمود عباس.
وأشارت إلى أن التواجد الصينى فى المنطقة وتحت رعاية وتنسيق من الشقيقة الكبرى مصر يجعلنا نقول أن تحريك للقضية الفلسطينية فى المحافل الدولية قادم لا محال فى ظل وجود مصر فى مجلس الأمن ومدى قوة علاقاتها مع الصين العضو الدائم فى مجلس الأمن وغيره من المنظمات الدولية بالإضافة إلى الصديق القوى والشريك لكل من مصر والصين هو الدب الروسى الذى يؤيد حق الشعب الفلسطينى فى تقرير المصير وإنهاء الاحتلال وهذا ما يتوافق مع الموقفين المصرى والصينى وكذلك الرغبة القوية التى لا تقبل القسمة على اثنين لدى فلسطين قيادة وحكومة وشعبا.
وفى سياق متصل، أشار الدكتور محمود خلوف، أستاذ الإعلام فى الجامعة العربية الأمريكية، إلى أن تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسى مرارا وتكرارا على ضرورة إنهاء الاحتلال وإعلان الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية، وكذلك مدى التناغم والتفاهم والشراكة والتشاور بين القيادة المصرية والقيادة الفلسطينية والعلاقات التاريخية وتتطابق الموقف المصرى مع الموقف الصينى جعل الشك لا يعرف طريقه من أن زيارة الرئيس الصينى إلى القاهرة سيكون لها انعكاسات إيجابية على القضية الفلسطينية فى القريب العاجل.
ويرى "خلوف" أيضا أن زيارة الرئيس الصينى للقاهرة والتى جاءت قبل احتفال الشعب المصرى بالذكرى الخامسة لثورة يناير وكذلك بعد أيام قليلة من انتهاء الشعب المصرى وقيادته من إنهاء خارطة المستقبل التى وضعها إبان ثورة 30 يونيو من خلال انعقاد مجلس النواب وربما تكون هذه الزيارة رسالة قوية لدى الذين يحاولون أن يشككوا فى قدرة مصر قيادة وحكومة وشعبا على تنظيم هكذا زيارة فى هذا التوقيت، مؤكدًا أن من يرى استقبال الرئيس الصينى فى القاهرة والأقصر يعلم جيدًا بل سيكون لديه من الدلائل ما يكفيه أن مصر دولة مؤسسات ولها ولشعبها وقيادتها تاريخ ربما يعلن عن نفسه يوما بعد الأخر.
وأكد أن القضايا العربية وخصوصا القضية الفلسطينية ستكون هى أول من يستفيد من هذه الزيارة ونتائجها، موضحا أن القيادة المصرية ومؤسساتها يعرف عنها منذ قدم التاريخ أنها خادمة لقضايا العرب ومدافعة عنها فى المحافل الدولية وهذا هو حال القضية الفلسطينية لدى مصر وخصوصا فى ظل التقارب العربى الصينى والذى تقوده القاهرة لأن هذا التقارب سينعكس على القرار العربى والدولى داخل المؤسسات الدولية ذات الشأن مع توجه القيادة الفلسطينية إلى سلك طريق المحافل الدولية لإدانة الاحتلال والذى يعمل بالليل والنهار على تدمير كل مساعى السلام وسط صمت أمريكى منقطع النظير تحت شعارات كاذبة عبر الشجب والإدانات دون تحرك فعلى على أرض الواقع.
فيما قالت نضال رافع الإعلامية والسياسية الفلسطينية، إن التحرك على الأرض والبعد عن الشعارات والتوصل إلى حلول تعمل على رفع معاناة الشعب الفلسطينى الوحيد الذى مازال تحت الاحتلال فى ظل شعارات ترفعها الدول الآوروبية والغربية بضرورة الحرية وحقوق الانسان والديمقراطية.. غافلة بشكل واضح ومقصود حق هذا الشعب فى أن يعيش بكرامة وإنسانية كغيره من شعوب العالم، مشيرة فى الوقت نفسه إلى أن الصين ربما من الدول التى دائما تنادى بحق الشعب الفلسطنى فى تقرير مصيره وإنهاء الاحتلال وهذا موقف نشكر الصين قيادة وحكومة وشعبا عليه.
وأضافت "رافع" أن الازدواجية هى المعيار الرئيسى فى تعامل أمريكا وغيرها من الدول الغربية والأوروبية مع القضية الفلسطينية، وأكدت أن مصر الآن تعود إلى سابق عهدها فى الريادة بمنطقة الشرق الأوسط وبات عليها حمل المسئولية كعادتها للقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، موضحة أن زيارة الرئيس الصينى إلى القاهرة أعطت أمل للشعب الفلسطينى أن قضيته ستعود من جديد إلى سلم أولويات القضايا الدولية وذلك بحكم العلاقات التاريخية بين مصر وفلسطين قيادة وحكومة وشعبا وعليه فأن القضية الفلسطينية أضحت الآن فى يد من يعلم كل صغيرة وكبيرة عنها وأن بداية العمل قادمة لا محال فى ظل وجود مصر الشقيقة فى عضوية مجلس الأمن ورئاسة المجموعة الرباعية العربية.
وأشارت إلى أن زيارة الرئيس الصينى إلى القاهرة والجامعة العربية وتأكيده أكثر من مرة على ضرورة إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقيه هو جرس إنذار للهيمنة الأمريكية على ملف القضية وفرصة أخيرة للاحتلال، متوقعة من خلال القوة الصينية فى المنطقة والروسية كذلك والدور الفرنسى إلى جانب قوة العرب العملاقة وشقيقة العرب الكبرى مصر بالمنطقة أن يكون هناك تحركات دولية لوقف الانتهاكات الإسرائيلية بحق الحجر والشجر فى فلسطين وعليه فالشعب الفلسطينى وقيادته لديها من التفاؤل ما يجعلهم يصبرون على هذا الابتلاء هو الاحتلال الإسرائيلى البغيض.