انتشار الفساد , و عدم وصول الدعم لمستحقيه , التلاعب بالبطاقات التموينية , بيع السلع التموينية بالسوق السوداء , كل هذه الاسباب و غيرها دفعت على عبد العال رئيس مجلس النواب، للإيمان بأن استمرار منظومة الدعم العينى يعنى استمرار فتح بوابة الفساد، التى تسمح بتسريب أموال الدعم بدلا من أن تذهب لمستحقيها من محدودى الدخل .
هذا ما قاله عبد العال خلال الجلسة العامة هذا الاسبوع لكن السؤال المهم هنا , هل يرى باقى النواب منظومة الدعم كما يراها رئيس البرلمان ؟ .. هذا ما سنجيب عنه فى السطور التالية ..حيث قامت انفراد برصد حيرة النواب تجاه الموافقة على تحويل العدم العينى لنقدى , فبعضهم يراه مستحيل و البعض يرى انه خطوة لاحقة على عدة إجراءات يجب أن تتخذها الحكومة , و البعض الاخر يرى انه خطوة جيدة لكن يجب تطبيقها بحظر , حيث يقول النائب يسري نجيب الأسيوطي، عضو مجلس النواب، إن الدعم العيني لايوجد فيه فساد، مؤكداً ان الفساد يأتي من جانب بقالين التموين وأصحاب المخابز ذات القطاع الخاص، لتحقيق أعلى مكسب لهم على حساب المواطن , و لابد من فرز و تنقية أصحاب الدعم ليصل الدعم إلى مستحقيه ، موضحًا أن الدعم لايزال يصل إلى غير مستحقيه، كالمتوفين والمسافرين منذ فترة طويلة، وهناك أكثر من بطاقة تموينية لشخص واحد ولم يتم فصل تلك البطاقات .
أما أحمد السجينى رئيس لجنة الادارة المحلية بالبرلمان فيقول إن فكرة تحويل الدعم العينى إلى نقدى فكرة لا تقتصر على عنوانها فقط، ولكن فى التفاصيل المرتبطة بها، لافتا إلى أن المسألة مثارة من حكومة أحمد نظيف منذ ما يقرب من 8 سنوات وتحتاج إلى خطوات جادة نحو تنفيذها .
وأضاف السجينى أن مسألة نجاح فكرة تحويل الدعم العينى إلى نقدى ليست بالأمر السهل وترتبط بآليات وأدوات التطبيق التى ستقترحها الحكومة، مشيرا إلى أنه داعم للفكرة ولكنها تحتاج وقفة جادة قبل اعتمادها فى الأدوات والآليات على أرض الواقع
والأفضل تنقية البطاقات فى الوقت الحالى والتفكير الجيد قبل تطبيق تحويل الدعم لعدم إحداث هزة فى الدولة .
قال النائب عمرو الجوهرى ، إنه يصعب تحويل الدعم العينى إلى دعم نقدى فى ظل عدم توافر قاعدة بيانات واضحة من الحكومة بالأسر التى تحتاج للدعم، مشيرًا إلى أن تحويل الدعم العينى لدعم نقدى كبرنامج تكافل وكرامة الذى يهدف لرفع مستوى المعيشة سيكون الأفضل فى ظل الظروف الاقتصادية.
وأضاف أن تحويل الدعم لنقدى مقابل السلع الغذائية الأساسية، لن يفى باحتياجات المواطن فى ظل ارتفاع معدلات التضخم، وضعف النمو، وقلة الإنتاج، لافتا إلى أنه مهما حصل المواطن على دعم نقدى لن تفى باحتياجاته خاصة مع وجود قصور فى الصحة، والتعليم، وجوانب أخرى
وأشار الجوهرى، إلى أنه ينبغى توافر العلاج والتعليم السليم حتى لا ينفق المواطن الدعم النقدى المخصص للسلع لهذه الاحتياجات، كما أنه يجب على الحكومة توفير شبكة البيانات اللازمة، وتحديد هل سيؤثر تحويل الدعم العينى إلى نقدى على الموازنة العامة.
و قال النائب حسن السيد أن دراسة تحويل الدعم العينى إلى الدعم النقدى ، وستقوم بتحويله إلى البرلمان فور الأنتهاء من دراسته، وتحديد الفئات المستحقة للدعم ورؤيتها حول تحويل الدعم
وأكد أن غالبية نواب البرلمان مقتنعين بصورة كاملة بأهمية الدعم المادى بدلاً من العينى ، وذلك من خلال تنقية وتصفية البطاقات التموينية الخاصة بالسلع التموينية ، من خلال تحديد الأشخاص المستحقين .
ومن جانبه قال النائب محمد ياسين أن تقديم دعم الدولة للمواطنين ماديًا سيعمل على وقف الفساد المتوغل بجميع جهات الدولة وفى منظومة الدعم، من خلال ضمان عدم وجود فساد بمنظومة توريد القمح، وفساد المخابز، وفساد البطاقات الإلكترونية، والعمل على تصفية الغير مستحقين للدعم وذلك وفق حصر مرتباتهم وممتلكاتهم، قائلاً: "أنا راجل عندى فوق الـ10 أفدنة ولا أستحق الدعم، ولم آخذ التموين الخاص بى منذ فترة كبيرة جدًا .