قال الدكتور صبرة القاسمي، الخبير في الحركات الإسلامية، المنسق العام للجبهة الوسطية، إن أهم أساليب التجنيد والانضمام للجماعات الإرهابية، هي التجنيد بالتزكية.
وأضاف: التجنيد بالتزكية، عبارة تزكية أحد أفراد أو التنظيمات الداخلية للجماعة لأحد الأفراد ليصبح عضوا عاملا بها" لافتا إلى أن بدايات التجنيد بالتزكية بدأت مع جماعة الإخوان، وتحديدا مع إنشاء التنظيم الخاص، و قبل بدء الاغتيالات السياسية مثل اغتيال النقراشي والخزندار وأمين عثمان، كما أنه كان حاضرا في تنظيمات أخرى مثل تنظيم الفنية العسكرية وتنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية.
وأكد "القاسمي" أنه في أفغانستان، في الفترة التي سبقت تنظيم القاعدة، وبعد إنشائها، كان الأفراد الجدد يقبلون كأعضاء بتزكية مباشرة من أحد الأعضاء الموجودين في أفغانستان، وإن لم يحصل على تزكية مباشرة لا يقبل به حتى وإن سافر أفغانستان، إلا بعد التحري عنه في بلدته، وكانت من ضمن خطوات التحري، معرفة التزام الفرد بالصلاة في المسجد وأخلاقها لعامة وتعاملاته مع الآخرين وعلاقاته بالجهات الأمنية.
وأوضح المنسق العام للجبهة الوسطية، أن التجنيد بالتزكية أخذ حديثا بعض الأشكال المتشددة وإجراءات متعسفة، بعد نجاح الأجهزة الأمنية في اختراق التنظيمات الإرهابية والقضاء على بعضها، وعلى رأس التنظيمات الأكثر تشددا في مبدأ التجنيد بالتزكية تنظيم الدولة الإسلامية "داعش".
وتابع: "استحدث داعش وحدة استخبارات خاصة للتدقيق في المنتمين إليه حديثا، والتضييق في حياة أعضائه، وحياة عائلته وأصدقائه القريبين منه، و ذلك بأن يقوم برصد و جمع المعلومات عنه قبل قبول انضمامه و هناك عدت حالات تم فيه جمع المعلومات و اكتشاف ان راغب التجنيد يتبع الأمن".
وأكد "القاسمي" أن استراتيجية التجنيد بالتزكية وصلت قمتها في عام 1986، بعد أن تحولت التنظيمات الإرهابية من هرمية إلى عنقودية ونوعية.