دعا راشد الغنوشى زعيم حركة النهضة– إخوان تونس- المصريين لعقد مصالحة مع جماعة الإخوان، وذلك عبر صحيفة موالية لتنظيم الدولى لجماعة الإخوان، معتبرا المصالحة أمرا ضروريا لمستقبل مصر، فيما فسر هشام النجار الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى دعوة "الغنوشى" فى الوقت الحالى، قائلا: "جماعة الإخوان تسعى خلال الفترة الحالية الخروج من أزمتها"، مؤكدًا على أن الشعب المصرى سيرفض المصالحة مع الإخوان وخاصة فى الوقت الحالى.
ووجه "الغنوشى" رسالة لشعب المصرى خلال حواره مع صحيفة مواليه لتنظيم الدولى للإخوان قائلا: "أقول للأشقاء فى مصر جميعهم عليهم أن يتجهوا للمستقبل وليس إلى الماضى فى إطار المصالحة، ولابد من الحوار من أجل المصالحة، ومستقبل مصر للجميع والوطن للجميع مع معالجة مظالم الماضى، والجريمة فردية بطبيعتها فالعدالة الجماعية ليست عدالة، ولكن من ارتكب خطأ يحاسب فى إطار المصالحة.
وزعم زعيم حركة النهضة– إخوان تونس، أنه لا يمكن إقصاء جماعة الإخوان من المشهد المصرى، مضيفًا: "لابد أن يعلن فى مصر الاتجاه إلى مصالحة عامة لا تستثنى أى فئة من الفئات وأن ننتهى عن الإقصاء، فمشكلة العرب هى الإقصاء يقصى بعضهم بعضًا".
وبدوره فسر هشام النجار الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى، دعوة راشد الغنوشى للشعب المصرى لإجراء مصالحة مع الإخوان فى الوقت الحالى، قائلا :" الإخوان يريدون الخروج من أزمتهم".
وقال "النجار"، لـ"انفراد"، إن المصالحة مع الإخوان قرار شعب وليس قرار سلطة سياسية ولذلك أوكلها الرئيس السيسى للشعب فى إجابته عن سؤال بهذا الشأن أثناء رحلته بفرنسا، مشيرًا إلى أن الشعب هو المتضرر الأول من إرهاب وممارسات وكوارث الإخوان فقد سقط شهداء نتيجة إرهاب الإخوان وهم فقط ليسو من الجيش والشرطة لأنهم أولًا وأخيرًا من الشعب وأبناؤه، متابعًا: "كما أن استهداف هاتين المؤسستين يهدد الشعب فلو سقطا لتعرض المصريون لمأساة أفدح من مآسى سوريا وليبيا واليمن، علاوة على ما نتج من ممارسات الإخوان الإرهابية من تهديد للنسيج المجتمعى المصرى وتعريض السلام الاجتماعى للخطر وما سببه من أضرار مست قوت الشعب واقتصاد البلد، ".
وتابع الباحث فى شئون حركات التيار الإسلامى: "الإخوان قدمت أسوأ نموذج على الإطلاق فى أول اختبار لها بعدما ألحت على السلطة لعقود طويلة حيث تبين أنها سعت عن بكل الوسائل لأمر لا تستحقه ولا تملك قدرات ولا إمكانات إدارته وبعدما قال الشعب كلمته وطالب بعزلها قابلت ذلك بعقابه والثأر منه عبر ممارسة ثأرية فجة فضحت مكونات الإخوان وأظهرت ما يضمرونه من استعلاء وتكبر فارغ وغرور وكراهية وحقد وانعدام أخلاق ناهيك عن الموضوعية والعقلانية والمنطق".
وأشار النجار، إلى أن الشعب المصرى بغالبيته سيرفض هذا الطرح مبدئيًا سوى قلة قليلة تابعة للجماعة أو الجماعات التابعة والحليفة معها من تكفيريين وغيرهم علاوة على أن هذا الطرح ينطوى ليس فقط على محاولة ايجاد مخرج للإخوان من مأزقهم وأزمتهم التى صنعوها بغبائهم واستكبارهم وعنادهم، انما أيضًا على محاولة خلق ثغرات ومساحات تتحرك فيها القوى الممولة للإخوان والراعية للجماعة وعلى رأسها قطر التى تشعر بأن مصالحها مهددة وأنها تسير نحو المجهول مع تمسك الدول العربية المقاطعة بمطالبها، لذا تلتف على ذلك بإظهار الإخوان كأنها بريئة وسلمية وهى من تعرض المصالحة، أما حقيقة ممارساتها على الأرض فإرهابية تخريبية تتحالف مع قوى اقليمية تضر بالأمن القومى العربى والمصرى وبمنظمات تكفيرية مسلحة ضد المصريين ومؤسسات دولتهم.