عشرة أيام كاملة بذل فيها فريق بحث من ضباط الإدارة العامة لمباحث الجيزة جهدا متواصلا للتوصل لحل لغز القضية التى أثارت الذعر والمتمثلة فى العثور على جثة سيدة مقطوعة نصفين، النصف الأول ملقى أعلى الطريق الدائرى بالعمرانية، والجزء الثانى تم العثور عليه ببولاق الدكرور.
خلال تلك الأيام حاول رجال المباحث التوصل لهوية المجنى عليها التى لم يتم العثور بملابسها على أى أوراق شخصية تثبت هويتها، فتم فحص بلاغات التغيب المحررة فى الآونة الأخيرة، إلا أن المحاولة باءت بالفشل، مما دفع رجال المباحث لنشر صورة الضحية على مواقع التواصل الاجتماعى، مطالبين من يتعرف عليها الإدلاء بمعلومات تساعد فريق البحث، حتى كشفت التحريات هوية المجنى عليها، وتبين أنها تعمل كوافيرة ومقيمة ببولاق الدكرور بشقة مفروشة بمفردها، وكانت المفاجأة التى كشفت عنها التحريات أن شقيق القتيلة هو مرتكب الجريمة، فتم إعداد كمين له والقبض عليه، وبمواجهته اعترف بصحة ما نسب إليه وسرد تفاصيل الحادث أمام اللواء خالد شلبى مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة قائلا.
"أنا عايش بصحبة أسرتى بمدينة طنطا بالغربية، وشغال عامل على باب الله، معنديش وظيفة أو عمل يؤمن لى مصدر دخل ثابت شهريا، وشقيقتى تعمل كوافيرة وعايشة لوحدها فى شقة مفروشة ببولاق الدكرور، كانت بتكسب فلوس كتير من شغلها، وكانت بتبعت لنا فلوس نصرف منها، وفى يوم رحتلها الشقة فى بولاق وحصلت بينا مشادة كلامية، بسبب إنها عايرتنى عشان بتصرف عليا، فضربتها بالقلم على وشها، وفوجئت أنها ردت القلم ليا وضربتنى على وشى، دا خلانى أجرى على المطبخ وجبت السكينة وسددت لها أكتر من طعنة.
وأضاف المتهم "لما ضربتها السكينة وقعت على الأرض غرقانة فى الدم، وساعتها قررت إنى أتخلص من الجثة عشان مفيش حد يكشف الجريمة، جبت سكينة تانية من المطبخ وقسمت الجثة لنصين عشان أقدر أنقلها، واتخلصت من نص الجثة أعلى الطريق الدائرى بالعمرانية، والنص التانى رميته فى بولاق الدكرور، وبعدين رجعت للشقة وخدت مشغولاتها الذهبية وعفش البيت وبعته ورجعت طنطا مرة تانية، لحد ما المباحث قبضت عليا".
أحداث الجريمة كشف عنها بلاغ تلقاه العميد درويش حسين رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، يفيد بالعثور على نصف جثة لامرأة أعلى الطريق الدائرى بالعمرانية، كما تلقى بلاغا آخر بالعثور على نصف جثة آخر ببولاق الدكرور، وكشفت المعاينة أن النصفين لجثة سيدة فى العقد الثالث من عمرها مجهولة الهوية
وبإجراء التحريات تبين للعقيد أسامة عبد الفتاح مفتش مباحث غرب الجيزة والعقيد طارق حمزة مفتش مباحث بولاق الدكرور والجيزة، أن المجنى عليها غير محرر بغيابها محضر تغيب أو اختفاء، وبتكثيف التحريات ونشر صور الضحية تم التوصل إلى أنها تعمل كوافيرة وتقيم بشقة فى بولاق الدكرور وأصل إقامتها مدينة طنطا بالغربية.
وبالانتقال إلى شقة المجنى عليها تبين أنها خالية من السكان والأثاث المنزلى، وبسؤال الجيران تبين أن شقيقها تم مشاهدته أثناء نقله أثاث المنزل من الشقة، وبتكثيف التحريات وإعداد الأكمنة تمكن المقدم هانى الحسينى رئيس مباحث بولاق الدكرور والمقدم محمد الشاذلى رئيس مباحث العمرانية من ضبط المتهم، وبمواجهته اعترف بارتكاب الجريمة، فحرر محضر بالواقعة وباشرت النيابة التحقيق.