داخل سجن جمصة، التقى 4 من النزلاء فى وقت التريض، 3 عاطلين وموظف سابق بإحدى شركات الاتصالات، جمعت بينهم علاقة صداقة، وامتدت خلال سنوات السجن التى قضوها، حتى انتهت فترة عقوبتهم، وغادروا أسوار السجن عقب حصولهم على قرارات الإفراج.
بدأ الأصدقاء الأربعة فى التواصل بعد حصولهم على حريتهم، التقوا مرة أخرى على إحد الكافيهات، واتفقوا على ارتكاب عدد من السرقات لتكوين ثروة طائلة وتقسيمها بينهم، حتى يؤمنوا مستقبلهم.
عرض عليهم موظف شركة الاتصالات السابق سرقة فروع الشركة التى كان يعمل بها قبل دخوله السجن، لمعرفته بمنافذها وكيفية سرقتها، ورسم خريطة بالفروع التى عمل بها سابقا، ويمتلك خبرة فى كيفية التعامل معها، بالإضافة إلى استغلال خبرته فى بيع الهواتف بعد سرقتها من فروع الشركة.
اتفق الأصدقاء الأربعة على بدء تنفيذ الخطة، واستقروا على اختيار فرع الشركة الكائن بشارع البحر الأعظم المجاور لقسم شرطة الجيزة، والذى تفصله مسافة 300 متر عن مقر قسم الشرطة، حيث راقبوا مقر الفرع وتأكدوا من موعد انصراف العاملين به، ثم استغلوا خبرتهم فى كسر أقفال الباب بطريقة احترافية، واستولوا على محتوياته من هواتف محمولة وكروت شحن، ومبلغ مالى وفروا هاربين.
عقب اكتشاف العاملين بالفرع السرقة، أبلغوا قسم شرطة الجيزة، حيث بدأ رجال المباحث فى فحص كاميرات المراقبة التى رصدت المتهمين، إلا أنها لم تكشف عن ملامح واضحة لهم، وشكلت مديرية أمن الجيزة فريق بحث أشرف عليه اللواء إبراهيم الديب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة لكشف هوية المتهمين والقبض عليهم.
وخلال إجراء رجال المباحث التحريات، كان الأصدقاء الأربعة قد نفذوا جريمتهم الثانية، بسرقة فرع آخر للشركة بمنطقة العمرانية، حيث استخدموا ذات الطريقة فى كسر الأقفال، وسرقة محتويات فرع الشركة، من هواتف وكروت شحن ومبالغ مالية.
عاين رجال المباحث مقر الفرع بعد سرقته، وفحصوا كاميرات المراقبة، التى التقطت تلك المرة ملامح واضحة للمتهمين، وحصل فريق البحث على صور للمتهمين، بدأوا فى إجراء التحريات حول أصحابها فى محاولة لكشف هويتهم، كما بدأ رجال المباحث فى توزيع أوصاف وأرقام الهواتف وكروت الشحن على محلات الهواتف، للإبلاغ عنها حال عرضها للبيع من جانب المتهمين، وكانت المفاجأة أنه عقب مرور عدة أسابيع على تلك السرقة، عاد المتهمين لسرقة فرع ذات الشركة بمنطقة المنيب، لكن باستخدام أسلوب إحترافى مبتكر، حيث ارتدى أحدهم ملابس "يونيفورم" خاص بإحدى شركات الأمن الخاص، وجلس أمام مقر الفرع المستهدف سرقته، بينما تولى باقى المتهمين كسر الأقفال والاستيلاء على محتويات الشركة.
خلال ارتكاب المتهمين السرقة، حضر قهوجى يعمل بمقهى مجاور لفرع الشركة، وتحدث مع المتهم الذى يرتدى ملابس فرد أمن، وسأله عن سبب تواجده فى وقت متأخر من الليل على عكس المعتاد، فأخبره أن مدير الفرع طلب منه التواجد بصفة دائمة، حتى اقتنع القهوجى وانصرف عقب إحضار كوب شاى للمتهم.
بعد مرور 4 أيام على سرقة الفرع الثالث للشركة، وردت معلومات للمقدم مصطفى كمال رئيس مباحث قسم شرطة الجيزة من مصادر سرية، تفيد أن أحد الأشخاص يتردد على محلات لبيع هواتف مسروقة من الشركة، فتم إعداد عدة أكمنة حتى تم القبض عليه، وضبط بحوزته مبلغ مالى وهواتف محمولة وكروت شحن من المسروقات.
بمواجهة المتهم أمام العقيد طارق حمزة مفتش مباحث غرب الجيزة، اعترف بصحة الاتهام المنسوب إليه، وأرشد عن هوية أصدقائه الثلاثة الهاربين، فتم تكثيف التحريات وإعداد الأكمنة، حتى تمكن الرائدان معتصم رزق وأحمد يوسف من ضبط المتهمين، وبمواجهتهم اعترفوا أمام العميد عبد الهواب شعرواى رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، بسرقة فروع الشركة الثلاثة، وأرشدوا عن المسروقات، فحرر محضر بالواقعة، وتم إحالتهم إلى النيابة للتحقيق.