حصل "انفراد" على النص الكامل لتحقيقات النيابة العامة فى القضية المعروفة إعلاميا بـ "قتيل المقطم" أو محمد عبد الحكيم محمود السنان، الشهير بـ "عفروتو"، وكشفت هذه التحقيقات التناقض بين رواية الداخلية التى وردت فى تحريات الأمن العام بإدارة المباحث الجنائية، ورواية الاهالى المتمثلة فى أقول والد المتوفى.
وشمل ملف القضية محضر معاينة النيابة العامة لمكان ضبط "عفروتو" ومكان سقوطه وسماع شهادة أهالى المنطقة التى شاهدت واقعة الضبط، كما تضمنت تحقيقات النيابة على تقرير المعمل الجنائى فى القضية الملحقة للقضية الرئيسية وهى الاعتداء على ديوان قسم شرطة المقطم ومستشفى المقطم التخصصى وما نتج عن ذلك.
وأفاد قطاع الأمن العام بالإدارة العامة للمباحث الجنائية فى تحرياته بناء على طلب النيابة العامة، بأنه حال مرور النقيب محمد سيد عبد الحليم ضابط مباحث المقطم اتصل بالضابط أحد مصادره السرية وأبلغه بتواجد شخص بمنطقة مساكن مصر العليا يحوز مواد مخدرة ويقوم بالاتجار فيها، فتوجه إلى موقع البلاغ فرأى أحد الأشخاص جالساً على أريكة بالشارع أمام أحد المحال التجارية المغلقة وبيده سيجارة مشتعلة تفوح منها رائحة تشبه المواد المخدرة وحوله ثلاثة أشخاص، وبالاقتراب دفع أحدهم الضابط والقوات وتمكن من الفرار فيما ألقى القبض على الثلاثة الآخرون ومنهم حائز السيجارة المشتعلة.
حائز السيجارة المشتعلة تبين أنه محمد عبد الحكيم محمود السنان، وشهرته"عفروتو" 21 سنة، عاطل، وبتفتيشه عثر بحوزته على 18 لفافة من مخدر الأستروكس، و405 جنيهات، وبمواجهته أقر بحيازته للمضبوطات بقصد الاتجار والمبلغ من متحصلات البيع، وبتفتيش المقبوض عليه الثانى سيد عبد الحميد مرسى، 22 سنة، عامل، لم يعثر بحوزته على ممنوعات وقرر انه حضر لمقابلة الأول لشراء الأستروكس.
وبتفتيش المقبوض عليه الثالث على ناصر سيد عبد الرحمن، 19 سنة، طالب، لم يعثر على أى ممنوعات وأقر أنه حال مشاهدته للأول والثانى توجه إليهما لمبادلتهما التحية والوقوف معهما كونهما أصدقاء له.
وعقب اصطحاب الضابط للمقبوض عليهم الثلاثاء إلى ديوان القسم لتحرير محضر فوجئ بالأول محمد عبد الحكيم السنان شعر بحالة إعياء وقيء وقام على الفور بنقله لمستشفى المقطم التخصصى فى محاولة منه لإسعافه إلا أنه فارق الحياة .
واستشهد محرر المحضر بشخصين محددين تواجدا عرضا بالقسم لتحرير أحد المحاضر واللذان شهدا بحضور المتهمين الثلاثة صحبة الضابط والقوات بحالة جيدة وأضافا أنهما عقب فترة شاهدا أحدهم وقد شعر بحالة إعياء شديد أعقبه قيء ولم يحدث ثمة تعدى عليه أو زميليه من ضباط وأفراد القسم.
وبحضور والد المتوفى شهد بأن ابنه دائم التعاطى للمواد المخدرة وأنه سبق له تحذيره أكثر من مرة من فعله الا أنه لم يمتثل، وفى وقت لاحق للوفاة تجمهر مجموعة من أصدقاء المتوفى أمام المستشفى المتواجد بها الجثمان وقاموا باقتحامها وترويع المتواجدين بها وإتلاف بعض محتوياتها والاستيلاء على الجثمان عنوة فيما قامت مجموعة أخرى مكونة من حوالى 250 شخص تقريباً من أصدقاء ومعارف وجيران المتوفى بأعمال شغب وقطع للطريق العام أم قسم الشرطة وإلقاء الحجارة وعبوات المولوتوف على القسم وإطلاق بعضهم لأعيرة نارية من أسلحة متنوعة كانت بحوزتهم مما أدى إلى احتراق سيارتين وإحداث تلفيات بالعديد من السيارات المتواجدة بحرم القسم.
وتمكنت القوات من ضبط 43 متهما وتم تحرير محضر أخر بتاريخ 6 يناير 2018 برقم 31 أحوال ملحق للمحضر الأصلى، وعقب ضبط المتهمين حاول محمد عبد الحكيم السنان الهرب فقام أحد أفراد القوة المرافقة للضابط أمين الشرطة محمد أحمد محمد سالم بعرقلته فى محاولة لمنعه من الهرب فسقط أرضا وأثناء ذلك ارتطم بالرصيف وقام الضابط والقوة المرافقة له باصطحاب الثلاثة لديوان القسم عقب تفتيشهم والعثور على مضبوطات بحوزة محمد عبد الحكيم السنان.
وتوصلت التحريات إلى أنه بتاريخ 5 يناير 2018 حوالى الساعة 7,30 مساءاً، أثناء قيام النقيب محمد سيد عبد الحليم، ضابط مباحث القسم، بالمرور بمنطقة مساكن مصر العليا أبصر 4 أشخاص أحدهم يحمل لفافه مشتعلة بالاقتراب منهم إشتم الضابط رائحة تشبه المواد المخدرة وحال توقف الضابط والقوات قام إثنان منهما بمحاولة الهرب فيما توقف إثنان "تم السيطرة عليهما وضبطهما"، وهما "سيد عبد الحميد مرسى ابراهيم"، 22 سنة، عامل، وبتفتيشة لم يعثر بحوزته على ممنوعات وقرر أنه حضر لمقابلة الأول لشراء مخدر الأستروكس من المتهم المتوفى، و"على ناصر سيد عبد الرحمن"، 19 سنة، طالب، وبتفتيشه لم يعثر بحوزته على ثمة ممنوعات وأقر أنه حال مشاهدته للأول والثانى توجه إليهما لمبادلتهما التحية والوقوف معهما قليلا كونهما أصدقاء له .
وتمكن أحد من حاولوا الفرار من الهرب فيما لحق أمين الشرطة محمد سالم بالأخر المتهم محمد عبد الحكيم الشهير بـ "عفروتو" وقام عرقلته بقدمه فسقط ارضاً وارتطم بحافة بالرصيف بشدة وأمكن للضابط والقوات من ضبطه والسيطرة، وبتفتيشة عثر معه على 18 لفافه ، ومبلغ مالى قدرة "اربعمائة وخمسة جنيهات"، فقاموا بضبطهم واصطحابهم للقسم، عقب ذلك شعر المتهم محمد عبد الحكيم بحالة إعياء وقيء فقام الضابط بنقله لمستشفى المقطم التخصصى فى ىمحاولة لإسعافه الا انه فارق الحياة.
وفور علم أصدقائه بنبأ وفاته توجهوا إلى المستشفى وقاموا بإقتحامها والاستيلاء على الجثة عنوة وأحداث تلفيات داخل المستشفى، فيما قام مجموعة كبيرة من الجيران بالتوجه للقسم وقطع الطريق ورشق مبنى القسم بالحجارة وزجاجات المولوتوف واطلاق بعض الاعيرة النارية من اسلحة متنوعة .
وأضافت التحريات أن امين الشرطة محمد سالم قام بعرقلة المتهم المتوفى بقدمه اثناء محاولته الهرب مما ادى إلى سقوطه ارضاً وارتطامه بحافة الرصيف بشدة مما احدث به اصابات أدت إلى وفاته.. وقد ايد ذلك شهود الواقعة "سائقى التوك توك و المتهمان المضبوطان صحبة المتوفى" .
وأكدت التحريات أن الأمين الشرطة محمد سالم حال قيامه بعرقلة المتوفى محمد عبد الحكيم قصد منعه من الهرب والسيطرة عليه ، بينما لم يكن هناك أي قصد جنائى فى وفاة المجنى عليه .
وحصلت "انفراد" على محضر معاينة النيابة العامة لمكان ضبط المتوفى محمد عبد الحكيم الشهير بعفروتو بمنطقة مساكن مصر العليا بالمقطم، والذى تضمن مقابلة وكلاء النائب العام للشاهد سيد عبد الحميد الذى ارشدهم لمحل الضبط تحديداً.
وقال والد القتيل :"اسمى عبد الحكيم محمود السنان، 45 سنة، معاون خدمة بمستشفى الهلال الأحمر، ابنى محمد ، شهرته عفروتو بيشتغل نقاش وحاصل على دبلوم تجارة، ويوم الجمعة حوالى الساعة 7 مساءا ابنى نزل قالى انه رايح عيد ميلاد واحد صاحبه ساكن قريب وبعدها بحوالى نص ساعة سمعت صوت خناق فى الشارع فبصيت من البلكونة ولم أر شئ لانى ساكن فى دور عالى ودخلت تانى، وبعدها بشوية واحد جارى نادى عليا وقالى انزل يا عبد الحكيم شوف الخناقة دى أحسن تكون مع ابنك، فنزلت الشارع قابلت عم بدر اللى عنده فاترينه بيبيع لمبات فى الشارع وسألته فقالى أن فيه ضابط ومعاه اتنين امناء شرطة قبضوا على محمد ابنى وخدوه على القسم ومعاه اتنين زمايله وسألت الناس اللى فى الشارع قالولى ان ضابط اسمه محمد عبد الحليم ومعاه امين شرطه اسمه محمد سالم قبضوا علي ابنى وقالوا لى انهم ضربوه واحد منهم شنكله وقعه على الأرض ونزلوا فيه ضرب برجليهم وبعد كدة خدوه فى توك توك وراحوا على القسم، وبعدها بشويه جالى واحد جارى قالى يا عبد الحكيم روح شوف ابنك في القسم بيقولوا تعبان فى القسم ويظهر انه عارف انه مات لكن مكنش عاوز يقولى وفعلا رحت على القسم قابلت ضابط هناك عرفته بنفسى وسألته عن ابنى قالى "البقاء لله" ابنك توفى لأنه كان شارب مخدرات جرعة زيادة وقالى روح مستشفى المقطم علشان الجثة هناك ورحت هناك اتأكدت ان ابنى توفى وقابلت هناك فى المستشفى ناس كتير من زمايل ابنى وجيرانى فى المنطقة وقالولى ابنك ممتش موتة ربنا وممكن الضرب ده هو اللى اتسبب فى موته وانا طلبت من المستشفى انهم يسلمونى الجثة علشان ادفنه لكن لقيت ضابط قالى مينفعش تستلم الجثة علشان هتتعرض على الطب الشرعى وفى الوقت ده جت أمه واخواته وقرايبى كلهم والشارع كله محل سكنى وقفوا قدام المستشفى وكانوا كلهم عارفين ان الواد اتضرب ولما اعداد الشباب زادت الضابط فى المستشفى قالهم اللى مش عاجبه يروح القسم وفعلا الناس كلها مشيت من عند المستشفى راحت وقفت قصاد القسم وبعدين صحاب ابنى كتروا فى المستشفى ولقيت اصحابه شالوا جثمان ابنى واخدوه على البيت وانا رجعت على البيت ولما وصلت البيت بعدها بساعة لقيت حكومة كتير جات على البيت عندى وضباط كتير دخلوا البيت عندى واخدوا جثمان ابنى محمد ورجعوه على مستشفى المقطم تانى وانا رحت معاهم على المستشفى ودخلوا الجثمان على ثلاجة الموتى وبعد نص ساعة نقلوه على مشرحة زينهم واستدعونى فى القسم علشان يخلصوا الاجراءات وهناك قالولى ان النيابة هتحقق في الموضوع وهى اللى هتطلع تصريح الدفن وبعدها فوجئت ان فيه فيديو ظاهر فيه جثمان ابنى وهو متوفى داخل المستشفى ونشروا الفيديو ده على الانترنت وده فيه تشهير بحرمة الميت ومعرفش مين اللى صور ونشر الفيديو ده.. وتأخير عرضه على دكتور ظلم وافتراء من الضباط وعدم انسانية"
أظهر تقرير الفحص الفنى الذى اعدته الإدارة العامة لتحقيق الادلة الجنائية، والمرفق فى تحقيقات النيابة العامة، ان الحادث وقع حوالى الساعة 2 صباح يوم الجمعة الموافق 5 يناير 2018 إثر قيام عدد من اقارب وجيران المتوفى محمد عبد الحكيم محمود السنان، بالتجمهر وقطع الطريق امام القسم وإلقاء الطوب والحجارة والزجاجات الفارغة والزجاجات الحارقة وإطلاق الأعيرة النارية على ديوان القسم مما نتج عنه حدوث اصابات بالافراد قوة القسم وحدوث تلفيات بسيارات أمام القسم.
وسطر التقرير فى نتيجة المعاينات ان الحادث عبارة عن قيام مجموعة من الاشخاص بالتعدى على ديوان قسم شرطة المقطم ومستشفى المقطم التخصصى باستخدام آلات حادة وإلقاء الطوب والحجارة ، والزجاجات الحارقة لتحدث مجموعة من التلفيات الموضحة ببند المعاينة والفحص الفنى وكذا إضرام النيران بسيارتين امام القسم.