وقف "حسام" حائرًا أمام جثة أخيه لا يدرى ماذا يفعل، بعد أن لُطخت يداه بدماء أقرب الناس إليه، لم يكن يريد أن يصل بهما الحال إلى ما وصل إليه، ولكن طريق المخدرات نهايته دائمًا غير آمنة، إلى أن قرر النجاة بنفسه والهروب، خوفًا من المسألة والعقاب، ولكن إلى أين فلا مفر، فقد سقط فى قبضة الأمن، بعد ساعات قليلة من هروبه.
قبل أشهر قليلة من قتل "حسام" لشقيقه "أحمد" بمنطقة بولاق الدكرور، كانت أحوالهما المادية على غير ما يرام، وعانت أسرتهما مرارة الفقر، وهو ما دفعهما لأن يبحثا عن بأى طريقة، ولحسن حظ "م" فقد وجد عملًا بأحد الفنادق الشهيرة بالجيزة، أمن له قدرًا مناسبًا من المال، ساعده فى الإنفاق على أسرته، ولم تمض سوى أيام قليلة، حتى استطاع أن يجد عملًا لشقيقه معه فى ذات المكان كمنسق حفلات.
مرت الأيام سريعًا وبدأ المال يجرى فى يد الأخوان "حسام" و"أحمد"، ولكن الثانى قاده أصدقاء السوء الذى تعرف عليهم فى مكان عمله، إلى طريق المخدرات فأدمنها، وأصبح المال الذى يتحصل عليه يطير مع دخان كل نفس من سيجارة مخدرة يشربها، توالت الأيام وعاد "ع" لمعاناته المادية، فدخله رغم أنه مناسب لمعيشته، إلا أنه لم يعد مناسبًا للإنفاق على المخدرات التى يشربها.
بدأ "أحمد" فى الاقتراض من شقيقه الذى لم يكن يعلم أوجه إنفاق تلك الأموال، حتى ضاق ذرعًا من زيادة نفقات شقيقه الأصغر، وبدأ يبحث وراءه حتى اكتشف اتجاهه لتعاطى المواد المخدرة، فحاول إثنائه عن ذلك وإقناعه بالإقلاع عن التعاطى، ولكن دون جدوى، بل زاد الأمر سوءًا وتشاجرا عدة مرات، وكانت تلك بمثابة البداية التى عجلت بالنهاية المأسوية التى لقاها الشقيقان فى النهاية.
فى أحد الأيام توجه "أحمد" لشقيقه طالبًا منه مبلغ مالى، وهو ما رفضه "م" مما أسفر عن تشاجرهما مشاجرة عنيفة، انتهت بعد تدخل أفراد أسرتهما، وبعد عدة أيام من تلك الواقعة عاد "حسام" إلى منزله، وفوجئ باختفاء مبلغ قدره 2000 جنيه، فاستشاط غضبا بعدما علم أن شقيقه سرقه من أجل المخدرات، فتوجه إليه وعاتبه على فعلته، فتشاجرا مجددًا ولم ينتهى تشاجرهما إلا حينما استل "حسام" سكينًا ووجه طعنة نافذة لصدر شقيقه أسقطته قتيلًا فى الحال.