الأوضاع المادية الصعبة التى تعانى منها أسرته الصغيرة فى أبو النمرس دفعته بالرغم من صغر عمره أن يساهم ويشارك ولو بجزء صغير من الدخل اليومى لعائلته، ينتهى من دراسته ويسرع إلى راعى الأغنام "رجب" الذى اعتاد مساعدته فى رعى الأغنام مقابل مبلغ متواضع يتحصل عليه.
أمير الطفل الصغير البالغ من العمر 11 عاما، حالت ظروف الحياة بينه وبين الاستمتاع بطفولته، ما بين الدراسة والعمل تمر أيامه ثقيلة، حتى انتهت حياته على يد راعى الأغنام الذى نزعت الرحمة من قلبه، فوثقه بالحبال، ثم اعتدى عليه بالضرب بواسطة عصا حتى خارت قوى الطفل، وسكنت حركته، ليفارق الحياة، مرتقيا إلى السماء، تاركا خلفه جانيا يواجه العقاب الدنيوى قبل عقاب الأخرة.
بمدخل مستوصف عباد الرحمن الخيرى فوجئ العاملون به ورواده بـ"رجب.م" 24 سنة راعى أغنام يحمل طفلا ساكن الحركة، ويترك جسده النحيل أمام مدخل المستوصف ويحاول الهرب.
سارع العاملون بالمستوصف إلى الطفل ليكتشفوا أنه فارق الحياة، وأن جثمانه به آثار تعذيب وإصابات متفرقة، فسارعوا لمطاردة راعى الأغنام، تمكنوا من ملاحقته وضبطه، تحفظوا عليه حتى أبلغوا مركز شرطة أبو النمرس، فانتقل الرائد هانى عماد الدين ترافقه قوة أمنية إلى مكان الحادث، وتم القبض على المتهم واقتياده إلى مركز الشرطة، ونقل جثة الطفل إلى المشرحة، تنفيذا لقرار النيابة العامة بتشريحها والتصريح بدفنها.
المتهم عقب القبض عليه سرد دوافعه لارتكاب الجريمة فكشف أمام العقيد أحمد نجم مفتش مباحث جنوب الجيزة، أن المجنى عليه يعمل لديه فى رعى الأغنام، وفوجئ أثناء متابعته للعمل باختفاء 3 من الأغنام من الحظيرة، ولاعتقاده أن المجنى عليه هو المتسبب فى اختفائها قرر معاقبته، فأحضر حبلا وعصا خشبية يستخدمها فى رعاية الأغنام، وقيده بالحبل، ثم بدأ فى ضربه بالعصا، إلا أنه فوجئ بمفارقته الحياة، فحمله وحاول إنقاذه بنقله إلى المستوصف الطبى، وأرشد عن الأداة المستخدمة فى الجريمة.
والدة الضحية "صباح.هـ" 34 سنة عاملة، قالت إن ابنها كان يساعدها ماديا من خلال عمله فى رعاية الأغنام لدى المتهم، حيث اعتاد التوجه للعمل عقب الانتهاء من يومه الدراسى، ويوم الحادث عادت من عملها واكتشفت مقتله على يد المتهم، ووجهت له تهمة الاعتداء على ابنها والتسبب فى وفاته.