دماء طاهرة تأبى أرض الأديان أن تخفيها عن أعين الأبطال، وأنفس ما زالت تحيى عند ربها ترى الجنة بنعيما لم تره أعين بشر.
"أبطال من ذهب" عبارة فصلت من رحم بطولات أبناء القوات المسلحة المصرية، أبطال ضحوا بحياتهم فى سبيل الله وحماية وطنهم، فلم يبخلوا بقرة دم لحماية تراب الوطن، فالشرف كل الشرف لدماء روت أرض الأديان حماية من تدنيس أهل النار.
"أبطال على أرض الفيروز" سلسلة حلقات يقدمها "انفراد" خلال شهر رمضان المبارك، تبرز تضحيات وبطولات أبطال القوات المسلحة على أرض سيناء العزيزة، وتبرز الحلقات قصص استشهاد رجال الجيش المصرى فداء للوطن وحمايته من تدنيس وخراب، فكانت دمائهم حاجزا لحماية المصريين جميعاً.وفى الحلقة الثامنة نستعرض قصة البطل "شريف عمر".
هو المقدم شريف محمد عمر، ابن الكابتن محمد عمر، المدير الفنى السابق لنادى الاتحاد السكندرى، وابن شقيقة الكابتن شوقى غريب.
قصة استشهاد البطل تثبت أن أرض سيناء الطاهرة مروية بدماء اﻷبطال من كل المحافظات، ودليل حى ينفى ما يردده الموتورون بأن أبناء الكبار والمشاهير لا يذهبون إلى أرض المعركة.
"مافيش حاجة بعيدة يا فندم"، بهذه الكلمات أتم الشهيد البطل المقاتل شريف محمد عمر آخر كلام يقوله منذ عام بالتمام قبل أن يغادر دنيانا وهو يستأذن فى تفتيش مكان شديد الخطورة، وكأنه كان يقول: "دا الجنة هناك يا فندم لو سمحت ما تأخرنيش"، كانت قدم الشهيد أول قدم تطأ هذا المكان منذ بدء العمليات فى سيناء.. بكل شجاعة دخل المكان وكشف أسراره وما كان مخبأ به ولكنه لم يخرج كما دخل، دخل وقدمه تطأ الأرض فخرجت تطأ السماء.. دخل وهو بيننا فخرج وهو بين الأنبياء والصديقين والشهداء.. فما أن دخل المنزل إلا وانفجرت عبوة ناسفة، ثم حاول الإرهابيون إيذاء البطل بعد أن فاضت روحه، حيث لم يكن أحد يجرؤ أن يقترب منه أو من رجاله وهو حى، ثبت الرجال المقاتلون الذين كانوا من حوله حتى لا يمس جسده الطاهر بأذى، ولم تمنع كثافة النيران حول جسده الطاهر أن يستمر البطل المقاتل محمد الجارحى فى الدفاع عنه ولا حتى اختراق الطلقات لجسده، لم تمنع الطلقات التى كانت تلاحق البطل المقاتل عمر عابد فى حصد أرواح التكفيرين الذين ظهروا من خلف المنزل واحدا تلو الآخر.. إنهم جيش مصر خير أجناد الأرض.