ـ أبشع الصور عندما يتجاوز الإنسان حدود الوطن والقائمين على حمايته ويرون الإفساد إصلاحا
يقوم المتطرفون بتكوين خلايا تعتمد على أفكار متشددة لتكفير الحاكم واستباحة دماء أبناء الوطن الواحد بدعوى الجهاد، ونسمع تفجيرات هنا وهناك واغتيالات لأبرياء من رجال الجيش والشرطة، ولعل من أخطر تلك التنظيمات الإرهابية "تنظيم كتائب أنصار الشريعة" الذى أسسه المتهم سيد عطا، والذى أرتكب العديد من الجرائم منها اغتيالات للمقدم محمد عبد السلام الضابط بقطاع الأمن الوطنى وآخرين من أفراد الشرطة.
بعد نظر 54 جلسة فى الدعوى وفى ظهر يوم 14 أكتوبر من عام 2018، أسدلت الدائرة 11 إرهاب بمحكمة جنايات جنوب القاهرة، والمنعقدة بمجمع محاكم طرة، الستار على قضية "كتائب أنصار الشريعة"، بحكمها القاضى بالإعدام شنقا لـ 3 متهمين، وهم سيد عطا، ومديح رمضان، عمار شحات، وبالسجن المؤبد لـ4 متهمين والسجن المشدد 15عاما لـ 7 آخرين، والبراءة لـ 9 أشخاص.
أهم ما شهدت جلسات المحاكمة
على مدار 42 شهرا ما يقرب من 3 سنوات ونصف شهدت جلسات المحاكمة العديد من الكواليس، ففى الجلسة المنعقدة بتاريخ 31 مايو 2015 قررت المحكمة حبس المتهم محمد إبراهيم صالح سنة بتهمة تعمد إهانة المحكمة، وفى جلسة 7 أكتوبر 2015، قررت المحكمة إحالة المحامى منتصر الزيات و5 آخرين لمجلس التأديب لتخلفهم عن حضور الجلسة ما عطل سير المحكامة، وفى جلسة 22 أكتوبر المحكمة تستخدم حقها القانونى وتحرك دعوى جنائية ضد 18 متهما لتعمد المتهمين إهانة المحكمة، وتحبسهم سنة، فى جلسة 16 أغسطس 2017 المحكمة تستخدم حقها المخول بالقانون وتحيل المحامى النبوى إبراهيم للنيابة بتهمة إهانة المحكمة وحديثه بصورة غير لائقة وخالية من الوقار.
كلمة رئيس المحكمة
قبل النطق بالحكم ألقت المحكمة كلمة ومن أبرز ما جاء فيها : إن من أعظم المصائب التى ابتلي بها الوطن تنكر بعض أبنائه.. ما أبشعها من صورة عندما يتجاوز الإنسان حدود الوطن والقائمين على حمياته، يرون الإفساد إصلاحا، والإصلاح إفسادا، ليس لهم ثوابت ولا قيم، سيوفهم مع المتربصين وليس مع الوطن، ألسنتهم في الظاهر تنطق مع الوطن، ولكنهم إذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنما نحن معكم، يدعون أنهم حماة الدين ويتخذون من ذواتهم وكلاء عن الأمة ويتحدثون باسمها، هؤلاء تنكروا لدينهم ووطنهم وهذه إخلاقهم، خدعهم الحلم على طيشهم فتمادوا في غيهم وباطلهم، كفانا الله شرهم وحرس بلادنا منهم نسوا أن قتل الأبرياء بالحق كبيرة من كبائر الذنوب، فالمتهم الأول اعتنق الأفكار الجهادية والتكفيرية المتمثلة في تكفير الحكام وشرعية الخروج عليهم، بدعوى أنهم لا يمثلون إلى شرع الله، واعتبر القوانين الوضعية كافرة تخالف الشريعة الإسلامية وأن الاحتكام إليها يعتبر احتكام لطاغوت، واعتنقوا تنظيما يسمى "كتائب أنصار الشريعة بأرض الكنانة" يهدف التمركزات الأمنية ورجال الشرطة والجيش وزعزعة الأمن والاستقرار بالبلاد وترويع الآمنين، وتمكن المتهم من ضم عناصر للتنظيم من عدة محافظات وتولى قيادة التنظيم والجناح العسكرى".
وجاء فى كلمة المحكمة: "قام المتهمون بارتكاب العديد من جرائم القتل العمد، والقتل المقترن والشروع فيه، ثم قام المتهم بنشر البيان الثاني، متضمنا بيان بالعمليات الجهادية، تبنى اغتيال عدد من رجال الشرطة، بمحافظة الشرقية تمكن عمار والمتوفى أحمد عبد الرحمن من ارتكاب جرائم القتل العمد لكل من ضابط الأمن الوطنى، ورقيب الشرطة سعيد مرسي، ورقيب شرطة عبد الرحمن أبو العلا، أمين شرطة إسماعيل محمد، امين شرطة شعبان حسين سليم، عريف شرطة شريف حسن بيومي، وبنطاق محافظة بني سويف تمكن المتهم الثاني والمتوفي أحمد عبد الرحمن، من ارتكاب وقائع القتل العمد، وقاموا بالشروع في قتل أفراد شرطة بينهم أمين شرطة جمال محمد علي، وبنطاق محافظة الجيزة، تمكن المتهم الثاني، وآخر مجهول من ارتكاب وقائع القتل العمد لكل من الشرطي أشرف غانم، وأمين شرطة محمد دسوقي، وقد ارتكبت هذه الجرائم تنفيذا لغرض ارهابي، وتعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر ... أن المجنى عليهم ذهبوا إلى ربهم وهم يشكون غدر الغادرين".
وكان النائب العام الراحل المستشار هشام بركات، قد أمر بإحالة 23 متهمًا لمحكمة الجنايات، بعدما كشفت تحقيقات نيابة أمن الدولة العليا أن السيد السيد عطا، 35 سنة، ارتكب جرائم إنشاء وإدارة جماعة كتائب أنصار الشريعة، وتأسيسها على أفكار متطرفة قوامها تكفير سلطات الدولة، ومواجهتها لتغيير نظام الحكم بالقوة، والاعتداء على أفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة، واستباحة دماء المسيحيين ودور عبادتهم واستحلال أموالهم وممتلكاتهم، واستهداف المنشآت العامة وإحداث الفوضى بالمجتمع.