أيام قليلة تفصلنا عن احتفالات عيد الشرطة رقم 68، الذي سطر فيه العيون الساهرة ملحمة بطولية عندما تصدوا للمحتل الإنجليزي في الإسماعيلية سنة 1952.
وفي هذه الأيام، لا أحد ينسى دور الأبطال من شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بأنفسهم من أجل الوطن، فلم يقتصر الأمر على الرجال، وإنما حجزت السيدات مساحة في سجل الشرف.
"أمنية رشدي" عروسة كانت تستعد لزفافها، قبل أن تزفها الملائكة لجنان الرحمن، بعدما التي استشهدت بتفجير الكنيسة المرقسية بالإسكندرية، بعدما منعت الانتحاري من الدخول للكنيسة لتضحي بنفسها.
"العروسة" كما كانت صديقاتها تناديها قبل الحادث، كانت تبلغ من العمر 25 عاماً وتستعد لشراء جهازها وأثاث منزلها الجديد قبل استشهادها، لتبدأ حياه جديدة مع زوجها ولكن القدر لم يشاء ذلك لتحتفل بزفافها فى الجنة وسط الشهداء وأعلى منازل السماء.
"ملاك طيب"، هكذا وصفت الأم ابنتها في حديثها عنها، قائلة: كانت "أمنية" مثل الملاك الذي طالما ملأ الدنيا علينا فرحة وسعادة، فقد كانت بشوشة الوجه محبوبة لدى الجميع "الأقارب والأصدقاء والجيران"، فلا أحد يعرف "أمنية " ولا يحبها، ومنذ نعومة أظافرها كانت تضحى من أجل الآخرين.
ووجهت الأم رسالة لروح ابنتها الشهيدة قائلة: "واحشتيني جدا يا أمنية..نفسي أشوفك..أحضنك ..أضحك معاك"، لقد شرفتينا جميعاً.
وتابعت الأم، وزارة الداخلية لا تترك أبنائها أبداً، حيث يتواصل معانا المسئولين باستمرار لتلبية كافة متطلباتنا.