زى النهاردة منذ عام، وتحديدا يوم 7 سبتمبر 2019، سطرت دائرة الإرهاب، برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي وعضوية المستشارين عصام أبو العلا وحسن السايس وأمانة سر حمدى الشناوى، كلمة النهاية بقضية "اقتحام الحدود الشرقية"، بصدور حكم المؤبد لمحمد بديع والبتاجى و9 آخرين، وانقضاء الدعوى الجنائية لمحمد مرسى لوفاته، وأحكام ما بين المشدد والبراءة لباقى المتهمين.
وخلال تلك الجلسة ألقى المستشار محمد شيرين فهمى كلمة جاء فيها: إن من أبشع مظاهر التنكر لفضل الوطن على المواطن أن تأتي الإساءة للوطن على يد من ينتمون إليه اسمًا، ويتجردون من مسئولية هذا الانتماء فعلًا و سلوكًا و مممارسة، فئة محسوبة على الوطن انشقت عن الإجماع وانحرفت عن جادة الصواب واختارت الوقوف مع الأعداء في خندق التآمر على الوطن و المواطنين، إن حب الوطن والانتماء إليه فرض، والدفاع عنه شرف، إنه ليس مجرد شعار يمكن خلال تبنيه تحقيق بعض المكاسب الشخصية، بل هو استعداد لتحمل ما قد يترتب على هذا الانتماء من واجبات أقلها التصدي لكل ما يواجه هذا الوطن من مخاطر والتصدي للتطرف و الإرهاب، باعتبارهما وسيلتين مدمرتين لكل قيم الخير و الأمان.
وجاء فى الكلمة: جماعة الإخوان مصدر كل بلية، دمروا الأمة بكثير من الجرائم و الفتن، وروجوا ضلالات و دعايات، انخدع بها الكثيرون ولم يتبصروا في عواقب الأمور، اغروا الناس بها و فتنوهم حتى ظنوا أنها حقائق، أمانيهم الكاذبة والوعود غير الصادقة التي تُدمر البلاد، وتمزق الأمة، وتضيع المجتمع، لا يبالون بأي ضرر يلحقوه بالأمة، لا يهتمون بمصالحها ولا يقيمون لأمنها أي أمر.
إنهم ليسوا أصحاب قضايا فكرية يدافعون عنها، أو مبادئ عقائدية يتمسكون بها، بل يسعون من خلال دعواتهم الباطلة إلى تسييس الدين، واتخاذه مطية لتحقيق مكاسب سياسية، لزيادة نفوذهم الطائفي، وقبله وبعده مصالحهم الشخصية المشبوهة، تراهم يتشدقون بعبارات براقة خداعة، يرفعون رايات العزة، تحسبهم للوطن حُماة، وهم له أد الخصام، قلوبهم مع مجتمعهم زيفًا، وسيوفهم مع المتربصين بهذا الوطن و أمنه.
وتابع رئيس المحكمة : ظاهر ألسنتهم تفطر شفقة ورحمة على مجتمعهم، وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم، إنما نحن مستهزئون، ليس لهم ولاء ولا انتماء مهما زعموا خلاف ذلك وتغنوا بها ليل ونهار، فالموافق تكشفهم، والمحن تظهر خباياهم و الواقع يجلي حقيقتهم الكاذبة، يتعاونون مع التنظيمات الحزبية والمنظمات الخارجية يحرضونهم ضد دولتهم، يحبون التباغض و التنافر، والكذب سلاحهم، والغدر و الخيانة طريقهم.
وتعود وقائع القضية إلى عام 2011 إبان ثورة يناير، على خلفية اقتحام سجن وادى النطرون والاعتداء على المنشآت الأمنية، وأسندت النيابة للمتهمين فى القضية تهم "الاتفاق مع هيئة المكتب السياسى لحركة حماس، وقيادات التنظيم الدولى الإخوانى، وحزب الله اللبنانى على إحداث حالة من الفوضى لإسقاط الدولة المصرية ومؤسساتها، وتدريب عناصر مسلحة من قبل الحرس الثورى الإيرانى لارتكاب أعمال عدائية وعسكرية داخل البلاد، وضرب واقتحام السجون المصرية".