خلال حلقة جديدة من سلسلة حلقات "المتهم والأفوكاتو"، سنتحدث عن واقعة قتل حدثت في إحدى مناطق الجيزة في عام 2003، وكان موقف المتهم والذى يعمل سائق في القضية صعب بعد اعترافه بالجريمة، ولكن التيبس الرمى للجثة "التخشب" والذى يستمر 24 ساعة فقط بعد الوفاة ثم تبدأ عملية التحلل أنقذ المتهم، ففرق التوقيت من لحظة خروج المتهم من منزل الضحية وساعة معاينة الجثة والتي كانت في حالة "تخشب" تجاوز الـ 30 ساعة، ما يثبت أن المجنى عليه كان على قيد الحياه لحظة تواجد المتهم في شقة القتيل، وإلى تفاصيل الواقعة ...
في البداية يقول أشرف نبيل المحامى بالنقض، إن الجناية التي يعترف فيها المتهم تكون فرص حصوله على البراءة صعبة، وفى عام 2003، في أحدى مناطق الجيزة، في يوم من الأيام الساعة 11 ونصف صباحا اكتشفت أم مقتل أبنها، وكان الأبن مقتول خنقا.
وتابع: بتضيق دائرة الاشتباه تم التوصل إلى أن المجنى عليه له صديق يتردد عليه واعتادوا السهر مع بعضهما وتعاطى المواد المخدرة، وفى يوم الواقعة المتهم خرج من بيته الساعة 3 ونصف صباحا وظهر في منطقة المجنى عليه ودخل بيت المجنى عليه في ذلك التوقيت وخرج بعدها بساعة في حوال الساعة 4 ونصف صباحا.
واستكمل: تم مشاهدة المتهم راجع بيته الساعة 4 ونصف صباحا يوم الواقعة لقرب شقه المتهم من بيت صديقه، والساعات دي ليها هدف، المتهم قبض عليه واعترف بذهابه لبيت صديقه الساعة 3 ونصف وجلس معه حتى الساعة 4 ونصف وتناولا بعض الأقراص المخدرة والمشروبات الكحولية وقتله للرغبة في الزواج من زوجة القتيل.
وأشار: فقا للتكيف القانوني توفرت جريمة القتل العمد مع اعتراف المتهم، وبالاطلاع على تقرير الطب الشرعى وصف أن الجثة ماتزال في التيبس الرمى أي التخشب باللغة العامية، والتيبس الرمى مدة لا تزيد عن 24 ساعة، يعنى من وقت الوفاة يستمر التخش 24 ساعة، ثم تبدأ الجثة في التفكك، وأثبت تقرير الطب الشرعى أن مناظرة الجثة كان في اليوم التالى من تواجد صديق المتهم في تمام الساعة 11 ونصف صباحا، وبناء على ذلك تم مناقشة الطبيب الشرعى.
ونوه: بمناقشة الطبيب الشرعى أكد أن التيبس الرمى لا يزيد عن 24 ساعة، وبإجراء بعض الحسابات وبالعودة للزمن لمدة 24 ساعة نجد أن المجنى عليه قبل الساعة 11 ونصف صباح اليوم السابق كان على قيد الحياة، ففي الوقت الذى كان فيه المتهم عند المجنى عليه كان المجنى عليه على قيد الحياة فليس كل اعترف يصادف الحقيقة، لأن قد يكون المتهم اقدم على قتل المجنى عليه فعلا ولكن أغمى عليه وانصرف كان على قيد الحياه وهناك آخر تولى عمليه القتل، وما يؤكد أن الاعتراف ليس سيد الأدلة ومن خلال حالة الجثة عرفنا ان وقت الوفاة متى حدث وهذا يتنافى مع وقت تواجد المتهم في بيت الضحية.
تمر في حياتنا اليومية مواقف تظل في الذاكرة، ربما لغرابتها أو طرافتها، والمحاميين من الأشخاص الذين تصادفهم العديد من الواقف والقصص الغريبة في أروقة المحاكم من المتهمين وموكليهم في قضايا الجنايات والجنح، وخلال سلسلة حلقات "المتهم والأفوكاتو" سنلقى الضواء على أغرب القضايا والمواقف التي قابلت بعض المحامين خلال نظر القضايا.