ببدلة متواضعة وروب مستأجر، يقف محامى السلم أو "الغلابة" كما يطلق علية بعض المواطنين من محدودى الدخل، منتظر من يستنجد بمحامى للدفاع عن ذويهم، فيبدأ بمساومته على الأجر الذى يرضيه حتى يتولى قضيته ويبدأ فى الدفاع عنه.
غالبا ما تكون فرص نجاة المستنجد بتلك النوعية من المحامين معدومة، وذلك نظراً للعديد من الاسباب لعل ابرزها هو تولى المحامى القضية دون دراستها فهو يعتمد على سماع قصة من سيتولى الدفاع عنهم من اقاربهم او اصدقائهم قبل الدخول للمرافعه عنه بساعات معدودة، كما أن ادوات ذلك المحامى ضعيفة لا تؤهله لأن يقنع القاضى الذى يستمع لمرافعته فى إصدار حكم يرضى من يدافع عنه.
محمد عبد الحميد محامى فى منطقة امبابة٤٠ عاما، قال انه متواجد بمحكمة شمال الجيزة مع بداية عمل المحاكم، لافتا الى انه يتلقى طلبات من المواطنين للدفاع عنهم، مشيرا الى انه لا يمتلك مكتب محاماة، وذلك لارتفاع ثمن إيجار المكاتب.
وبسواله عن اغرب القضايا التى توالها، قال انه وجد سيدة تصرخ بالمحكمة تستنجد بمحامى للدفاع عن ابنها كان متهم فى سرقة مكتب مقاولات كان يعمل به فراشاً، صاحب المكتب اتهمه بسرقة مبلغ ١٠ الاف جنيه، لافتا الى انه توجه للسيدة وبدأ يسالها عن شكواها وسردت له القصه، كما اكدت على حسن اخلاق ابنها وتدينه، فقررت تولى القضية رغم قلة الاتعاب التى عرضتها السيدة، واستطعت ان احصل له على حكم بالبراءة.
من جانبه قال أحمد أنور محامى حديث التخرج بمنطقة الوراق ٢٦ عاما، انه تلقى التدريب فى عدد من مكاتب المحاماه، ولكنه قرر أن يعتمد على نفسه، مشيرا الى ان مقر محكمة تاج الدول يعتبر مكتبه ويتواجد هناك بشكل مستمر، لافتا الى انه يتلقى عدد من القضايا الجنح مثل السرقه والسب والقذف.
وأشار إلى مهنة المحاماه مثلها كمثل مهن الفن والرياضة، بمعنى ان المحامى المتفوق والذى يجتهد فى عمله ويتولى الدفاع عن قضايا كبيرة ويحصل فيها على احكام براءة يكون مثل مشاهير الرياضة والسينما ويتهافت عليه العديد من القضايا الكبرى، موكدا الى انه يسعى الى ان يصنع اسما له فى مهنة المحماه على غرار فريد الديب ومرتضى منصور ومحمد ابو شقه وغيرهم.
يروى لنا محمد .ع ، تجربته فى الاعتماد على أحد محامين السلم " اخويا كان متهم فى قضية سرقة ومكنش معايا فلوس اجبله محامى، لحد معاد جلسته قدرت اتصرف فى مبلغ بسيط وخرجت بره محكمة شمال الجيزة اشوف محامى يترافع عنه ، عرضت الموضوع على كذا واحد ورفض علشان الفلوس معجبتوش، ولاقيت فى الاخر واحد رضى يترافع عنه".
واستكمل محمد "بدا يسالنى على اللى حصل مع اخويا وحكتله الموضوع كله، ودخل يترافع عنه وبعد انتهاء المرافعه خد منى الفلوس اللى اتفقنا عليها، بس فى الاخر اخويا اتحكم عليه بالحبس ٦ شهور".
اشرف . س، احد المواطنين اللى استعان بمحامين السلم قال " مكنش قدامه غيره.. اعمل ايه يعنى ابن عمى خلاص جلسته هتبدى وهو كان متهم فى قضية تشاجر .. بس الحمدالله المحامى اللى لاقيته كان "عقر" وقدر يخرجه براءة".