تستجوب جهات التحقيق المختصة، 3 متهمين بتكوين تشكيل عصابي تخصص في الاتجار غير المشروع بالنقد الأجنبي خارج السوق المصرفية، وخارج الجهات المصرح بها، بالمخالفة للقانون، عن طريق تجميع مدخرات العاملين المصريين بالخارج، والتي تجاوزت حجم التعامل 6 ملايين الجنيهات.
وحصل "انفراد" على تفاصيل التحقيقات التى أجرتها الجهات المختصة مع المتهمين في الواقعة، وذلك فى اتهامهم بتكوين تشكيل عصابي قام بمزاولة نشاط واسع النطاق في مجال الجريمة المنظمة، تخصص في الاتجار غير المشروع في النقد الأجنبي خارج نطاق السوق المصرفية، وبأسعار السوق السوداء.
وذكرت التحقيقات أنهم قاموا بالاتجار فى العملة خارج السوق المصرفية التى يحددها البنك المركزى وخفض قيمة الجنيه، حيث اعترف المتهمين بصحة ما جاء بالتحريات الأمنية عن التشكيل والتي أكدت قيام المتهمين بالاتجار غير المشروع في النقد الأجنبي خارج نطاق السوق المصرفية وبأسعار السوق السوداء، من خلال شراء العملات الأجنبية من المواطنين وقيامهم باستبدالها للجنيه المصري من البنوك المختلفة والاستفادة من فارق سعر العملة، مما يعد عملاً من أعمال البنوك بالمخالفة للقانون، حيث تبين أن حجم تعاملاتهم خلال العام الماضي طبقاً للفحص المستندي ما يعادل 6 مليون جنيه.
وكشفت التحريات الأمنية أن المتهمين استغلوا تجارتهم فى المصوغات الذهبية كستار لنشاطهم المؤثم تحقيقاً للربح السريع مستهينين بالأضرار السلبية على الاقتصاد القومى للبلاد ومتخذين من محل عملهم مركزاً لإدارة نشاطهم بعدد من محافظات الجمهورية، وتوفير العملات الأجنبية للتجار مقابل إرسال بما يعادلها بالجـــــنيه المصــرى عن طريق العائدين من الخارج للبلاد أو عن طريق إيداعها بحساب أحدهم بفرع أحد البنوك ليقوم باستلامها وتوصليها لذوى العاملين بتلك الدول مقابل عمولة مالية، فضلاً عن الاستفادة من فارق سعر العملة بالمخالفة لأحكام للقانون.
وأضافت تحريات الجهات الأمنية، عن مزاولة المتهمين نشاطاً إجرامياً واسع النطاق في مجال الاتجار غير المشروع في النقد الأجنبي خارج نطاق السوق المصرفي، من الدول العربية والصادرة من بنوك أجنبية بالدول العربية وسحب مدخراتهم بالبلاد من خلال ماكينات الصراف الآلى واستبدالها بعملة الدولار الأمريكي وإعادة إرسالها إليهم مقابل عمولة قدرها 1% من أصل المبلغ بالإضافة إلى فارق سعر العملة، مما يعد عملاً من أعمال البنوك فضلاً عن الاتجار بالنقد الأجنبي خارج نطاق السوق المصرفية وبأسعار السوق السوداء بالمخالفة لإحكام القانون متخذين من منطقة سكن الأول مسرحاً لمزاولة نشاطهم المؤثم.
وبعرض ما توصلت إليه جهود الجهات المختصة من معلومات وتحريات على النيابة العامة، أصدرت قرارها بضبط المتهمين وبتفتيش مقار إدارتهم للنشاط، والذي أسفر عن ضبط العديد من المبالغ المالية بالعملات الأجنبية المختلفة وعقب تقنين الإجراءات تم إستهدافهم وضبطهم حال تعاملهم فى النقد الأجنبى، وبحوزتهم مبالغ مالية، ماكينة عد نقود، جهاز حاسب آلي محمول “لاب توب”، 3 هواتف محمولة خاصة بالمتهمين، وواجهت النيابة المتهمين المضبوطين بما أسفر عنه محضر التحريات والتقارير الرقابية ، وشيكات وأوراق ضبطت بالقضية، حيث أنكروا كافة الاتهامات الموجهة إليه، وصحة ما نسب في التقارير الأمنية من ارتكاب جرائم النصب والاستيلاء على الأموال والمساعدة فى إهدار المال وضرب الاقتصاد القومى، كما واجهت المتهمين بالأحراز المضبوطة فى القضية والتي تضمنت عملات مصرية، وعملات أجنبية مختلفة، والعديد من الأوراق.
وأضافت التحريات أن التشكيل الإجرامي المنظم الذى ضبط الأسبوع الماضى، تجاوزت حجم تعاملاته 6 مليون جنيه، وأن المتهمين اشتركوا فى التربح من جراء ذلك، فضلا عن محاولاتهم التحكم في أسعار بيع وشراء العملات الأجنبية وإجراء تحويلات غير قانونية للعملات الأجنبية خارج البلاد، بما يضر بالمصلحة العامة واقتصاد الدولة، بالمخالفة لقانون البنك المركزي والجهاز المصرفي والنقد رقم 88 لسنة 2003.
وأفادت التحريات أن المتهمين اتفقوا على التجارة فى العملة وبيعها فى السوق الموازية فى مصر "السوق السوداء"، مما أثر على انخفاض قيمة العملة المصرية "الجنيه" أمام العملات الأخرى، والتي تسببت في ارتفاع جنوني لسعر الدولار وأسعار السلع، واستمعت النيابة لأقوال مجري التحريات الرقابية، وطلبت الجهات الأمنية لإعداد تحرياتها التكميلية حول المتهمين، وحل تورط آخرين حيث واصلت الرقابة الإدارية، بالاشتراك مع وزارة الداخلية جهودها للقبض على تجار العملة لمكافحة جرائم الاتجار غير المشروع في النقد الأجنبى، بعدما شهدت الأيام الماضية ضربات وحملات مستمرة لمحاربة وضبط تجار العملة الذين تورطوا في بيع النقد الأجنبى بالسوق السوداء.
وطلب المحامون الحاضرون مع المتهمين إخلاء سبيلهم بضمان محل الإقامة، وتسليم الأموال المحصلة، حيث إنها أموال خاصة بأسر المتهمين، والقانون لا يمنع امتلاك أموال سائلة أو منقولة، كما أن هذه الأموال غير محصلة من تجارة العملة، ودفع الحاضرون بعدم جدية التحريات وبطلانها، وبطلان إذن الضبط والتفتيش، لأنها من تحريات غير جدية، واختلاق دافع التلبس ويدفع بالاعتراف المنسوب للمتهمين كونه وليد الإجراءات الباطلة.
وجدد قاض المعارضات المختص، حبس المتهمين 15 يومًا احتياطيًا على ذمة التحقيقات التى تُجرى معهم بمعرفة النيابة العامة، وضبط وإحضار المتهمين الآخرين المتورطين فى القضية.
وكشف مصدر قانوني بأن قانون البنك المركزى والجهاز المصرفى والنقد رقم 88 لسنة 2003 الخاص بتنظيم عمليات النقد الأجنبى، تم تعديله للحد من عمليات الاتجار فى العملة وتغليظ العقوبة على كل من تسول له نفسه ممارسة تلك النشاطات، التى تؤثر بالسلب على الاقتصاد الوطنى، حيث تضمن تعديل المادة 126 من القانون المشار إليه، أن يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تجاوز ثلاث سنوات، وبغرامة لا تقل عن مليون جنيه ولا تتجاوز خمسة ملايين جنيه، كل من خالف أىّ من أحكام المواد (111 و113 و114 و117) من القانون رقم 88 لسنة 2003 الخاص بتنظيم عمليات النقد الأجنبى.
كما تمت إضافة مادة جديدة برقم 126 مكرراً للعقوبات تختص بتغليظ العقوبة على نشاط العملات الأجنبية خارج القنوات الشرعية، وتنص على أن يعاقب بالسجن مدة لا تقل عن ثلاث سنوات ولا تزيد على عشر سنوات، وبغرامة تساوى المبلغ محل الجريمة، كل من يتعامل فى النقد الأجنبى خارج البنوك المعتمدة أو الجهات المرخص لها بذلك، كما تنص على أن يحكم فى جميع الأحوال بمصادرة المبالغ محل الجريمة.