بين جدية القضايا وهيبتها بكل حيثياتها لتحقيق العدل بين الناس، تجد أن هناك مساحة أخرى تتضمن مواقف غريبة وطريفة فى آن واحد، يكون بطلها أحياناَ إما الجانى أو المجنى عليهم أو المحاميين أحيانا أخرى .
وفى عالم التقاضى والمحاماة هناك قضايا تعرف باسم " قضايا التلبسات " ويطلق عليها المحامين إسم "قضايا الإلقاء" وهى قضايا تعاطى المخدرات المضبوطة بطريق التلبس، حيث أن معظمها نموذج واحد مكتوب فيه "وما شاهدنا المتهم حتى ظهرت عليه علامات الارتباك وقام بإلقاء لفافة بالتقاطها وفضها تبين انها تحتوى على جوهر مخدر" .
ورصد "انفراد" نموذجاَ لمثل تلك القضايا التى قلما تحدث داخل المحاكم، حيث روى "حلمى" تفاصيل أحد الوقائع قائلاَ: "لم أكن اتصور أن يأتى على يوما أرى قضايا سياسية مكتوبة بطريقة قضايا المخدرات على هذا النحو " .
وأضاف : "ليست مشكلتى فى ضابط المباحث الذى كتب محضر تلك الواقعة، وإنما المشكلة الأكبر فى كيفية مرور مثل تلك الواقعة من تحت أيدى النيابة العامة، فلم يكن صعب على أن أتوقع حكم أول درجة قبل الحضور" .
وتابع: "هل تتخيل أن مثل هذا المحضر يحكم فيه بالحبس سنتين من قاضى أول درجة، لم يسمع الدفوع ولا غيره فى القضية"، وأضاف: "بالأمس كانت مرافعتنا أمام محكمة جنح مستأنف مدينة نصر فى هذه القضية، من بداية الجلسة توسمت فى هذه المحكمة خيرا، فالرجل يستمع ويحقق ويقراء كل قضية حتى ان جلسته تستمر ما بعد الساعة السابعة مساء ."
واستطرد: "بعد أذان المغرب الساعة الخامسة والنصف كان توقيت مرافعتنا مع بدء شرح الاستيقاف والإشارة لأن محرر المحضر نفسه يُقر فى محضره أنه لم يكن هناك أى مظاهرة بينما النيابة وجهت لنا تهمة التظاهر، سارع القاضى بإمساك محضر الضبط وقرأه أثناء المرافعة، ثم ابتسم بسخرية وامسك القلم، وبدأ يكتب اثناء المرافعة " قبول والغاء وبراءة " .
وأكد: "ولازالت أنا مستمر فى المرافعة اسأل المحكمة لماذا وجهت لنا النيابة تهمة التظاهر بينما المحضر يُقرر أنه لم يكن هناك مظاهرة..ابتسم القاضى وامسك بمحضر الجلسة وأشار لى على كلمة " قبول والغاء وبراءة " .. لم يسعفنى حتى الوقت بتقديم المذكرة فقد ابتسم وقال " خلاص يا استاذ .. براءة " .. براءة فى المواجهة" –على حد قوله-