لم يجد السائق وسيلة للحفاظ على سرقة بطاريات سيارته المتكررة إلا بتوصيلها بالكهرباء، لعمل مصيدة للسارق الذى يترقبه ويصر على سرقته اللص عندما قرر سرقة بطارية السيارة لم يكن يعلم أن جاره السائق البسيط لا يستطيع دفع ثمن البطارية للشركة التى يعمل بها خاصة أن الشركة ألزمته سابقا بدفع ثمن البطارية.
وجد السائق نفسه أمام خيار واحد حتى يصطاد لص البطاريات وهو توصيل السيارة بالكهرباء، فكان يقوم بتوصيلها فى ساعة متأخرة من الليل ثم يفصلها صباحا، ورغم أن كهربائى السيارات أكد أنه من المستحيل أن يتم توصيل الكهرباء للسيارات.
البداية كانت بلاغ إلى قسم شرطة ملوى يفيد بوجود جثة خلف مساكن المصرف القبلى ولا توجد إصابات ظاهرة لشخص فى الثلاثينيات أعرج يرتدى جلبابا وممسكا بعصا خشبية فى أرض زراعية، وبالانتقال والفحص تبين أن الجثة لشخص يدعى "محمد .ط.ع" لص وسبق اتهامه فى واقعتين سرقة حديد وبجواره بنسة حديدية ودراجة هوائية "عجلة" وفوقها جوال فارغ.
على الفور تم تشكيل فريق بحث من قسم ملوى برئاسة المقدم حاتم وجيه رئيس مباحث القسم والملازم أول أحمد يحيى والنقيب عمرو فتح الله لكشف غموض الواقعة وكشف لغز الجريمة وقامت المباحث بسؤال الجيران فى المنطقة كشهود ومن بينهم مرتكب الواقعة المتهم والذى أنكر رؤيته للجثة سابقا رغم أنها توجد أمام منزله وكانت التحريات كشفت أن المجنى عليه هو أحد جيران المتهم، وبورود المعلومات كشفت أن مرتكب الواقعة هو السائق الذى تم استدعاؤه كشاهد، وبسؤاله قرر أن سيارته تابعة لإحدى الشركات وأنه يعمل عليها سائقا تحمل رقم 1876 نصف نقل وبها بطاريتان قيمة الواحدة 1500 جنيه، وقد تم سرقتها مرتين، وفى كل مرة ألزم بدفع ثمن البطاريات من مرتبى.
وأضاف قررت أن أوصل الكهرباء للسيارة فقمت بعمل شبكة أسلاك أسفل السيارة وتوصيل معزز كهرباء خارجى من شقتى وأقوم بتوصيل الكهرباء للسيارة الساعة الواحدة ليلا وأقطع عنها الكهرباء السادسة صباحا أثناء الذهاب للعمل خشية على الأطفال.
وأوضح المتهم فى أقواله فى محضر الشرطة بقسم ملوى، أنه نزل إلى أسفل فى يوم الواقعة فوجد اللص تحت السيارة وممسك سلك الكهرباء فأخذت أسحبه حوالى 10 أمتار إلى الأرض الزراعية وذهبت إلى العمل، وأضاف أنه قام بتوصيل الكهرباء للسيارة منذ شهر تقريبا.
وعن كيفية توصيل الكهرباء للسيارة قال المتهم: قمت بعمل شبكة من الأسلاك ووضعتها أسفل السيارة موصل بسلك كبير من شباك المطبخ بالشقة على السيارة وأول ما أستيقظ من النوم أغلقه وذلك للتعرف على السارق.
يقول المقدم حاتم وجيه رئيس مباحث قسم ملوى: إن الجريمة كانت غامضة وهى أول مرة تحدث، وأضاف أحضرت كهربائى سيارات، فأكد لى استحالة توصيل الكهرباء للسيارة، مما زاد من صعوبة الأمر ولكن من التحريات وجمع المعلومات توصلنا لصاحب السيارة وهو السائق، حيث كشفت لنا المعلومات أن اللص هو أحد جيران المتهم وأنه أعرج ومتهم فى واقعتين سرقة سابقا ولم يستغرق معنا ذلك أكثر من 12 ساعة وخاصة بعد أن قرر الطب الشرعى فى تقريره أن المجنى عليه توفى صعقا بالكهرباء.
فكان الضوء مسلط على جاره صاحب السيارة وبالفعل تم ضبطه واعترف بالواقعة وتم ضبط السلوك المستخدمة فى كهربة السيارة والتحفظ على السيارة وأحالته إلى النيابة العامة بتهمة القتل العمد.
ولفت أن المتهم مثل الجريمة أمام النيابة وكيف أنه حاول إخفاء معالم الجريمة بمحاولة إبعاد اللص المجنى عليه عن سيارته.
وفى نفس السياق تباشر النيابة التحقيق فى الواقعة وأمرت بحبسه على ذمة التحقيق مع مراعاة التجديد له فى الميعاد.