احتدم الخلاف بين بائع وتاجر أسمنت، بسبب نصف طن أسمنت، فقرر الأول الانتقام من الأخير، وفى سبيل تحقيق ذلك اختمرت فى ذهنه فكرة الإبلاغ عن التاجر على أنه إرهابى، وبذلك ينتقم منه أشد الانتقام، فيتم القبض عليه ويخضع لتحقيقات مكثفة من قبل الأجهزة الأمنية.
جلس البائع يفكر فى وسيلة يستطيع من خلالها إثبات أن التاجر إرهابى ويورطه فى قضايا لا يستطيع الخروج منها، حتى هداه تفكيره إلى شراء خط محمول جديد غير مسجل، واتصل منه بشرطة النجدة وأبلغهم أنه سيفجر قطار الصعيد أثناء سيره بمنطقة منيل شيحة فى أبو النمرس بالجيزة، وانتحل صفة واسم التاجر، حتى يتسنى للشرطة أن تضبطه بسبب هذا التهديد.
المتهم أغلق الهاتف فور اتصاله بالشرطة ليضع رجال المباحث فى مهمة صعبة للبحث عن المتصل، وفى نفس الوقت تأمين القطار المستهدف، وتمشيط المنطقة بأكملها وإعلان حالات الطوارئ، حيث بدأت التشكيلات الأمنية تظهر، والكلاب البوليسية تتحرك، وأجهزة الكشف عن المواد المتفجرة تبحث فى كل مكان تسابق الزمن، تخوفاً أن يكون البلاغ صحيحا وتقع كارثة تودى بحياة المئات من ركاب القطارات.
ونجحت أجهزة الأمن من خلال الاستعانة بالمساعدات الفنية بوزارة الداخلية، فى التوصل لمكان وجود الاسم الذى سجله المتصل وأكد أنه اسمه، وتبين أنه تاجر أسمنت ونفى اتصاله بالنجدة، فأيقنت الشرطة أنها أمام محاولة تلفيق اتهام، وأن هناك شخصا انتحل اسم التاجر لينتقم منه، حتى توصلت التقنيات الحديثة لمكان صدور الاتصال وتم تحديد المكان الجغرافى، وإيفاد مأمورية أمنية ضبطت المتصل الحقيقى، وتبين أنه "بائع"، وانتحل اسم "التاجر" للانتقام منه وتلفيق قضية إرهاب له.
المتهم برر ارتكابه للواقعة للانتقام من التاجر بسبب الخلاف بينهما على نصف طن أسمنت، واعتقد أنه سيتم القبض عليه والزج به فى السجن، قائلاً: "فكرت له فى مصيبة مالقتش أصعب من اتهامه بالإرهاب، دى سكة اللى يروح مش بيرجع".
كواليس الواقعة بدأت عندما تلقت الإدارةالعامة لشرطة النقل والمواصلات إخطارا من غرفة عمليات الإدارة العامة لشرطة نجدة الجيزة بورودبلاغ منأحدالأشخاصمن رقم هاتف محمولمحددمفادهاعتزامأحدالأشخاصيدعى "س.م"القيامبعمل إرهابى باستهداف أحدقطاراتالركاب أثناء مرورهبمنطقة منيل شيحة فى أبو النمرسبمحافظةالجيزة الساعة 7.55 صباحاً، وعقب ذلك أغلق الهاتف.
وعلى الفور انتقلت قيادات شرطة النقل والمواصلاتوضباط المفرقعات والحمايةالمدنية لمكان البلاغ، حيث تم تمشيطهوتعقيم المنطقة بالكامل،فلم يعثرواعلى أى أجسام غريبة أو أشخاص مشتبه فيهم، فكلفت إدارة البحث الجنائى بالتحرى عن الواقعة وخلفياتها وتحديد مستخدم الهاتف المحمول واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، ونجحت الأجهزة الأمنية فى تحديد مكان الشخص الذى تردد اسمه فى الاتصال، وتبين أنه"س.م" تاجر، وتم استدعاؤه وتبين أنه لا يعلم شيئا عن الواقعة، وأن شخص آخر زج باسمه خلال المكالمة، فتم تحديد الشخص المتصل، وتبين أنه بائع، وتمكن ضباط وحدة المباحث من ضبطه وبحوزته الهاتف المحمول المستخدم فى الواقعة، وبمواجهة المتهم اعترفبارتكابهالواقعة، فوجه اللواء قاسم حسين مساعد وزير الداخلية لشرطة النقل والمواصلات،باتخاذ كل الإجراءات القانونية وتحرير المحضر اللازم، وتم تفعيل مجموعات العمل المكلفة بتعقيم محطة سكك حديد الجيزة وكل القطارات المتحركة منمحطتى سكك حديد القاهرة والجيزة اتجاه الوجه القبلى المارة بالمنطقة، وذلك بواسطة عناصر وخبراء المفرقعات، كما تم تعزيز الخدمات الأمنية لمرافقة القطارات وملاحظة الحالة بالمنطقة.