"الحموات".. الكلمة الأبرز التى تتردد على لسان رواد محاكم الأسرة من الأزواج والزوجات كسبب رئيسى للنزاعات بينهم ليجد منهم الخلع كوسيلة فضلى للهرب من جحيمه وأخريات تطرقن باب الطلاق، فيما يلجأ الرجال لاستخدام سلاح النشوز والطاعة كسلاح للاقتصاص من كيدهن، ليؤكد تقرير مكاتب تسوية المنازعات الأسرية أن 90% من حالات الطلاق والخلع وفق شكوى عينات عشوائية مثلت أمامه، ترجع فى الأساس لتدخل الأهل وأبرزهم الحموات الفاتنات فى حياة الزوجين وإشعال فتيل الخلافات الزوجية.
كما رصدت دفاتر محاكم الأسرة بكل من زنانيرى ومصر الجديدة ومدينة نصر وأكتوبر تضرر 50% من السيدات المقيمات دعاوى طلاق وخلع وتعرضهن للعنف الجسدى على يد أم الزوج وأقاربه خلال 2017. ووصل عدد دعاوى الخلع والطلاق بسبب تدخل الحموات داخل الحياة الزوجية من كل من الزوج والزوجة خلال النصف الأول من 2017 حسب الشهادات أمام مكاتب تسوية المنازعات لـ3480 دعوى.
فيما وجه الأزواج الشكاوى من تدخلات أمهات زوجاتهم من خلال إقامة طلبات نشوز وطاعة وصلت لـ 1450، كما تم رصد شكاوى الأزواج من تعسف أمهات الزوجات وتخلفهم وإصرارهن على رفض تننفيذ 2700 حكم رؤية. وتراوحت فترات الزواج وتحمل تدخل الأهل فى الحياة الزوجية لمدد قدرت بـ"شهور" كحد أدنى و15 عاما للحد الأقصى.
ومن خلال دفاتر محاكم الأسرة رصدنا بعض القضايا التى تظهر معاناة الزوجات والأزواج لتدخل الأهل فى الحياة الزوجية، لتتحدث "سلمى.عبد المنعم" الزوجة صاحبة الـ34 عاما أمام محكمة الأسرة وتشتكى من عنف أم زوجها قائلة: "مكثت 3 سنوات مع زوجى كنت مجرد قطعة أثاث لا رأى لى فى حياتى ومنزلى، لدرجة دفعتنى للتفكير فى الانتحار بسبب تحكمات حماتى ومنعى من زيارة أهلى".
وأكملت فى دعوى الخلع التى حملت رقم 7466 لسنة 2017 أمام أسرة الهرم: "خرجت من منزلى دون أن أخذ حتى ملابسى بعد أن ضربتنى بصحبة بناتها وأخذوا أبنى بالقوة وحرمونى منه".
حال الزوجة مروة نور الدين أسوء ممن سبقتها وهذا ما أكدته خلال محضر رسمى بقسم شرطة روض الفرج ومحكمة الأسرة بزنانيرى فى دعوى الطلاق بعد 6 شهور زواج وقالت:"ربنا ينتقم منها زى ما دمرت حياتى وخربت بيتى وبعد الحب اللى كان بينى وبين زوجى جعلته يعتدى على ويتهمنى فى شرفى بسبب وسوستها له".
ومن مروة لفاطمة سعد إبراهيم المحامية التى فشلت حسب قولها لأخذ حقها بالقانون بسبب جبروت أم زوجها الذى دفعها لترك عش الزوجية بعد 13 عاما من الزواج لتقول فى دعوى الطلاق أمام أسرة أكتوبر: "أخشى على أولادى بسبب عدم رؤيتهم لى ومدى التضرر الذى وقع على والعنف والضرب والإساءة الذى تسبب فى دخولى للمستشفى عدة مرات يرفضون رؤيتها".
أما عن الزوج مدحت خالد البالغ من العمر 38 عاما والأب لطفلين فهو الآخر لم يسلم من تدخل الحموات وكانت فى هذه المرة "أم الزوجة" والتى دمرت منزله وخلعته بعد أن أثرت على زوجته وسجنته بتهمة التبديد رغم حصول ابنتها على كافة حقوقها ورفضت تنفيذ حكم الرؤية وحين كانت تنفذه كانت تأتى هى معهم لمحل الرؤية وتتعدى بالضرب عليه".