"علشان تعرفوا ما تدخلوناش تانى"، تلك الجملة قالها أحد المتهمين بحرق ملهى العجوزة الليلى عقب إحراقه، وقبل استقلالهم دراجاتهم البخارية للهرب، وهى تعبر عن السبب الحقيقى وراء إقدامهم على تنفيذ تلك الجريمة التى تسببت فى مقتل 17 عاملا بالملهى، وهى شعورهم بالحقد ضد القائمين على المكان بعدما رفضوا فى استضافتهم داخله.
وأثبتت جهات التحقيق تلك الجملة على لسان شاهد الإثبات ممدوح تركى، والذى نسبها إلى المتهمين، وأكد فى أقواله أنه شاهدهم قبل الواقعة داخل الملهى، وأنهم كانوا يتجادلون مع مدير الملهى الذى طردهم، وأنهم عادوا مرة أخرى يستقلون دراجتين بخاريتين، وألقوا زجاجتى مولتوف على الملهى قائلين قبل هروبهم: "علشان تعرفو إزاى متدخلوناش المحل تانى".
واستندت المحكمة فى حيثيات حكمها إلى شهادة عدد من شهود الإثبات حول الواقعة، ومن بينهم "تركى"، وكانت شهادته التى أكد فيها مقولة المتهمين واحدة من الدلائل الكافية لإدانة المتهمين، وإصدار المحكمة حكمها بإعدام المتهمين الأربعة فى الواقعة، وهم كلاً من محمد عبد الرحمن تركى، وشهرته "المجنون"، ومحمد جمال محمد أبو اليزيد، وشهرته "ميكى"، ومحمد عماد محمد على، وشهرته "حماصة"، وأخيراً محمود سعدى على أحمد.
وكان المتهمين الأربعة فى الواقعة، أشعلوا النيران عمداً فى واجهة "ملهى الصياد" الليلى بمنطقة العجوزة، انتقاماً من مدير الملهى والقائمين عليه، والذين رفضوا استضافتهم، بسبب خلاف على أسعار المشروبات، وذلك فى الرابع من ديسمبر عام 2015، ما أسفر عن وفاة 17 عاملا مختنقين بغاز أول أكسيد الكربون الناتج من الاحتراق.